بازگشت

الرأس الشريف يكلم مع رقية


فجاؤوا بالرأس الشريف اليها مغطي بمنديل ديبقي، فوضع بين يديها و كشف الغطاء عنه، فقالت: ما هذا الرأس؟

فقالوا لها: رأس أبيك.

فرقعته من الطشت حاضنة له، و هي تقول:

يا أبتاه! من ذا الذي خضبك بدمائك؟

يا أبتاه! من ذا الذي قطع وريديك؟

يا أبتاه! من ذا الذي أيتمني علي صغر سني؟

يا أبتاه! من بقي بعدك نرجوه؟

يا أبتاه! من لليتيمة حتي تكبر؟

[يا أبتاه!] من للنساء الحاسرات؟

يا أبتاه! من للأرامل المسبيات؟

يا أبتاه! من للعيون الباكيات؟

يا أبتاه! من للغريبات الضائعات؟

يا أبتاه! من للشعور المنشورات؟

يا أبتاه! من بعدك؟ وا خيبتاه!

يا أبتاه! من بعدك؟ وا غربتاه!

يا أبتاه! ليتني كنت لك الفداء.

يا أبتاه! ليتني كنت قبل هذا اليوم عمياء.


يا أبتاه! ليتني و سدت الثري، و لا أري شيبك مخضبا بالدماء.

ثم انها عليهاالسلام وضعت فمها علي فمه الشريف، و بكت بكاء شديدا حتي غشي عليها، فلما حركوها فاذا هي قدر فارقت روحها الدنيا.

فلما رآي أهل البيت عليهم السلام ما جري عليها أعلنوا البكاء، وجددوا العزاء، و كذلك كل من حضر من أهل دمشق، فلم ير في ذلك اليوم الا باك و باكية، انتهي [1] .

قد مضي سابقا ما نقلناه عن علي بن أحمد المالكي أنه لما أدخل نساء الحسين عليه السلام و الرأس بين يدي يزيد لعنه الله فجعلت فاطمة و سكينة عليهماالسلام تتطاولان لتنظرا الي الرأس و جعل يزيد لعنه الله يستره عنهما.. الي أن قال:

ثم أدخلوا بهن الي الحرم، فلما أدخلوا علي حرمه لم يبق من آل يزيد الا أتتهن و أظهرن التوجع و الحزن علي ما أصابهن، و علي ما نزل بهن، و أضعفن لهن جميع ما أخذ منهن من الحلي و الثياب بزيادة كثيرة [2] .


پاورقي

[1] الدمعة الساکبة: 5 / 141 و 142.

[2] الدمعة الساکبة: 142 / 5.