بازگشت

رؤيا رقية أباها في الشام


و فيه أيضا: روي أنه لما قدم آل الله و آل رسوله علي يزيد لعنه الله في الشام أفرد لهم دارا، و كانوا مشغولين باقامة العزاء، و أنه كان لمولانا الحسين عليه السلام بنت عمرها ثلاث سنوات، و من يوم أستشهد الحسين عليه السلام ما بقيت تراه، فعظم ذلك عليها و استوحشت لأبيها.

و كانت اذا طلبت أباها يقولون لها: غدا يأتي و معه ما تطلبين، الي أن كانت ليلة من الليالي رأت أباها بنومها، فلما انتبهت صاحت و بكت و انزعجت، فهجعوها، و قالوا: ما هذا البكاء و العويل؟

فقالت: ائتوني بوالدي و قرة عيني.

و كلما هجعوها ازدادت حزنا و بكاء، فعظم ذلك علي أهل البيت عليهم السلام، فضجوا بالبكاء و جددوا الأحزان، و لطموا الخدود، و حثوا علي رؤوسهم التراب، و نشروا الشعور، و قام الصياح.

فسمع يزيد لعنه الله صيحتهم و بكائهم، فقال: ما الخبر؟

فقالوا: ان بنت الحسين الصغيرة رأت أباها في منامها، فانتبهت و هي تطلبه و تبكي و تصيح.

فلما سمع يزيد لعنه الله بذلك قال: ارفعوا رأس أبيها، و حطوه بين يديها لتنظر اليه و تتسلي به.