بازگشت

اعتراض الامام السجاد للخاطب


قال: و دعي يزيد بالخاطب و أمره أن يصعد المنبر فيذم الحسين و أباه صلوات الله عليهما، فصعد و بالغ في ذم أميرالمؤمنين [علي بن أبي طالب] و الحسين الشهيد صلوات الله عليهم، و المدح لمعاوية و يزيد لعنهما الله.

فصاح بن علي بن الحسين عليهماالسلام: ويلك أيها الخاطب! اشتريت مرضات المخلوق بسخط الخالق، فتبوأ مقعدك من النار.

و لقد أحسن ابن سنان الخفاجي في وصف أميرالمؤمنين صلوات الله [و سلامه] عليه [و أولاده] بقوله:



أعلي المنابر تعلنون بسبه

و بسيفه نصبت لكم أعوادها



قال: و وعد يزيد لعنه الله لعلي بن الحسين عليهماالسلام في ذلك اليوم أن يقضي له ثلاث حاجات، ثم أمر بهم الي منزل لا يكنهم من حر و لا برد، فأقاموا به حتي تقشرت وجوههم، و كانوا مدة مقامهم في البلد المشار اليه ينوحون علي الحسين عليه السلام [1] .

و في «أمالي الصدوق» باسناده عن فاطمة بنت علي عليه السلام قالت: ثم ان يزيد لعنه الله أمر بنساء الحسين عليه السلام، فحبس مع علي بن الحسين عليهماالسلام في مجلس لا يكنهم من حر و لا برد حتي تقشرت وجوههم، الخبر.


و فيه أيضا: ثم أمر برأس الحسين عليه السلام، فنصب علي باب مسجد دمشق.

و في «البحار»: قال صاحب «المناقب»: و ذكر أبومخنف و غيره:

أن يزيد لعنه الله أمر بأن يصلب الرأس علي باب داره، فلما دخلت النسوة دار يزيد، لم يبق من آل معاوية و لا آل أبي سفيان أحد الا استقبلهن بالبكاء و الصراخ و النياحة علي الحسين عليه السلام، و ألقين ما عليهن من الثياب و الحي، و أقمن المأتم عليه ثلاثة أيام.

و خرجت هند بنت عبدالله بن عامر بن كريز امرأة يزيد لعنه الله، و كانت قبل ذلك تحت الحسين عليه السلام حتي شقت الستر، و هي حاسرة، فوثبت الي يزيد لعنه الله و هو في مجلس عام، فقالت: يا يزيد! أرأس الحسين بن فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم مصلوب علي فناء داري؟

فوثب اليها يزيد، فغطاها، و قال: نعم، فاعولي عليه [2] يا هند! و ابكي علي ابن بنت رسول الله، و صريخة قريش، عجل عليه ابن زياد فقتله، قتله الله تعالي.

ثم ان يزيد لعنه الله أنزلهم في داره الخاصة، فما كان يتغدي و لا يتعشي حتي يحضر علي بن الحسين عليهماالسلام [3] !!

و في «البحار» قال المدائني: لما انتسب السجاد عليه السلام الي النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال يزيد لعنه الله لجوازه [4] : أدخله في هذا البستان و اقتله و ادفنه فيه.

فدخل به الي البستان، و جعل يحفر و السجاد عليه السلام يصلي، فلما هم بقتله


ضربته يد من الهواء فخر لوجهه و شهق [5] و دهش [6] .

فرآه خالد بن يزيد لعنه الله و ليس لوجهه بقية، فانقلب الي أبيه، و قص عليه، فأمر بدفن الجلواز في الحفرة و اطلاقه، و موضع حبس زين العابدين عليه السلام هو اليوم مسجد [7] .

و في «البحار» و «العوالم»: قال صاحب «المناقب» و غيره روي:

أن يزيد لعنه الله أمر بمنبر و خطيب ليخبر الناس بسماوي الحسين و علي عليهم السلام، و ما فعلا، فصعد [الخطيب] المنبر، فحمد الله و أثني عليه، ثم أكثر الوقيعة في علي و الحسين عليهماالسلام، و أطنب في تقريظ معاوية و يزيد لعنهما الله فذكرهما بكل جميل.

قال: فصاح به علي بن الحسين عليهماالسلام: ويلك أيها الخاطب! اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق، فتبوء مقعدك من النار.

ثم قال علي بن الحسين عليهماالسلام: يا يزيد! أتأذن لي حتي أصعد هذه الأعواد فأتكلم بكلام فيه لله رضي، و لهؤلاء الجلساء فيه أجر و ثواب؟

قال: فأبي يزيد لعنه الله عليه ذلك.

فقال الناس: ياأميرالمؤمنين! ائذن له فليصعد المنبر، فلعلنا نسمع منه شيئا.

فقال: انه ان صعد لم ينزل الا بفضيحتي و بفضيحة آل أبي سفيان.

فقيل له: يا أميرالمؤمنين! و ما قدر ما يحسن هذا.

فقال: انه من أهل بيت قد زقوا العلم زقا.



پاورقي

[1] اللهوف: 218 و 219، البحار: 137 / 45.

[2] أعول: رفع صوته بالبکاء و الصياح، «منه رحمه الله».

[3] البحار: 143 - 142 / 45.

[4] الجواز - بالکسر -: الشرطي... «منه رحمه الله».

[5] شهق:... تردد البکاء في صدره، «منه رحمه الله».

[6] دهش:... تحره أو ذهب عقله...، «منه رحمه الله».

[7] البحار: 176 / 45.