محاورة الامام السجاد مع يزيد
و قال المفيد رحمه الله: ثم قال لعلي بن الحسين عليه السلام: يابن الحسين! أبوك قطع زحمي و جهل حقي، و نازعني سلطاني، فصنع الله به ما قد رأيت.
فقال علي بن الحسين عليه السلام: (ما أصاب من مصيبة في الأرض و لا في أنفسكم الا في كتاب من قبل أن نبرأها ان ذلك علي الله يسير) [1] .
فقال يزيد لعنه الله لابنه خالد: أردد عليه، فلم يدر خالد ما يرد عليه.
فقال له يزيد لعنه الله قل: (ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفو عن كثير) [2] [3] .
و في «البحار» عن صاحب «المناقب» بعد ذلك: فقال علي بن الحسين عليهماالسلام:
يابن معاوية و هند و صخر! لم تزل النبوة و الامرة [4] لابائي و أجدادي من قبل أن تولد، و لقد كان جدي علي بن أبي طالب عليه السلام في يوم بدر و أحد و الأحزاب في يده راية رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أبوك وجدك في أيديهما رايات الكفار.
ثم جعل علي بن الحسين عليهماالسلام يقول:
ماذا تقولون اذ قال النبي لكم
ماذا فعلتم و أنتم آخر الأمم؟
بعترتي و بأهلي عند مفتقدي
منهم أساري و منهم ضرجوا بدم
ثم قال علي بن الحسين عليهماالسلام:
ويلك يا يزيد! لو تدري ماذا صنعت؟ و ما الذي ارتكبت من أبي و أهل بيتي و أخي و عمومتي؟ اذا لهربت في الجبال، و افترشت الرماد، و دعوت بالويل و الثبور، أن يكون رأس أبي [5] الحسين عليه السلام ابن فاطمة و علي عليهماالسلام منصوبا علي باب مدينتكم، و هو وديعة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فيكم، فابشروا بالخزي و الندامة غدا اذا اجتمع الناس ليوم القيامة.
و قال المفيد رحمه الله: ثم دعا بالنساء و الصبيان فاجلسوا بين يديه، فرآي هيئة قبيحة، فقال: قبح الله ابن مرجانة! لو كانت بينكم و بينه قرابة و رحم ما فعل هذا بكم، و لا بعث بكم علي هذا الحال [6] .
پاورقي
[1] الحديد22.
[2] الشوري: 30.
[3] الارشاد: 120 / 2، البحار: 135 / 45.
[4] أمر علينا - مثلثة -: اذا ولي، و الاسم الامرة بالکسر، و قول الجوهري: مصدر؛ و هم «منه رحمه الله».
[5] قوله: «أن يکون رأس أبي» فيما رأيته من النسخ هکذا، فعلي هذا يمکن أن يتعلق ب «دعوت» بتقدير لام التعليل، أو يقدر فعل مع أدات الاستفهام من: أيجوز؟ أو: أيحق؟ «منه رحمه الله».
[6] في المصدر: علي هذه الصورة.