بازگشت

اعتراض جارية يزيد، و أمره لعنه الله بضرب عنقها


قال أبومخنف: قال سهل: فخرجت جارية من قصر يزيد لعنه الله فرأته ينكت ثنايا الامام عليه السلام، فقالت: قطع الله يديك و رجليك! أتنكت ثنايا طال ما قبلها رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟

فقال لها: قطع الله رأسك ما هذا الكلام؟

فقالت له: اعلم يا يزيد! اني كنت بين النوم و اليقظة، اذ نظرت الي باب من المساء و قد فتح، و اذا أنا بسلم من نور قد نزل من السماء الي الأرض، و اذا بغلامين أمردين عليهما ثياب خضر، و هما ينزلان علي ذلك السلم، و قد بسط لهما في ذلك الحال بساط من زبرجد الجنة، و قد أخذ نور ذلك البساط من المشرق الي المغرب.


و اذا برجل رفيع القامة، مدور الهامة، قد أقبل يسعي حتي جلس في وسط ذلك البساط، و نادي: يا أبي آدم! اهبط.

فهبط رجل دري اللون طويل.

ثم نادي: يا أبي سام! اهبط، فهبط.

ثم نادي: يا أبي ابراهيم! اهبط، فهبط.

ثم نادي: يا أبي اسماعيل! اهبط، فهبط.

ثم نادي: يا أخي موسي! اهبط، فهبط.

ثم نادي: يا أخي عيسي! اهبط، فهبط.

ثم رأيت امرأة واقفة و قد نشرت شعرها و هي تنادي: يا امي حوا! اهبطي، يا امي خديجة! اهبطي، يا امي هاجر! اهبطي، و يا اختي سارة! اهبطي، و يا اختي مريم! اهبطي.

و اذا هاتف من الجو يقول: هذه فاطمة الزهراء ابنة محمد المصطفي صلي الله عليه و آله و سلم، زوجة علي المرتضي، ام سيد الشهداء المقتول بكربلاء.

ثم انها نادت: يا أبتاه! أما تري الي ما فعلت أمتك بولدي الحسين؟

فبكي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و قال: يا أبي آدم! ألا تري الي ما فعلت الطغاة بولدي؟

فبكي آدم عليه السلام بكاء شديدا، و بكي كل من كان حاضرا حتي بكت الملائكة لبكائهم.

ثم [اني] رأيت رجالا كثيرة حول الرأس و قائلا يقول: خذوا صاحب الدار و أحرقوه بالنار.


فخرجت [1] يا يزيد من الدار، و أنت تقول: النار النار! أين المفر من النار.

فأمر بضرب عنقها، فقالت: ألا لعنة الله علي الظالمين. [2] .

و في بعض نسخ كتاب أبي مخنف: فأقبل عليها، و قال: يا ويلك! ما هذا الكلام أردت أن تخجليني بين أهل مملكتي.

فأمر بضرب عنقها، رضي الله تعالي عنها.


پاورقي

[1] و يحتمل أن يکون التاء للخطاب ليزيد لعنه الله، «منه رحمه الله».

[2] مقتل الحسين عليه‏السلام: 207 - 206، مع اختلاف يسير في الألفاظ.