الامام السجاد في مجلس يزيد
و قال ابن نما: قال علي بن الحسين عليه السلام: أدخلنا علي يزيد لعنه الله و نحن اثنا عشر رجلا مغللون، فلما وقفتنا بين يديه قلت: ناشدتك الله تعالي يا يزيد! ما ظنك برسول الله لو رآنا علي هذه الحالة؟
و قالت [فاطمة] بنت الحسين عليه السلام: يا يزيد! بنات رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم سبايا؟
فبكي الناس و بكي أهل داره حتي علت الأصوات.
فقال علي بن الحسين عليه السلام: - و أنا مغلول - فقلت: أتأذن لي في الكلام؟
فقال: قل و لا تقل هجرا.
قلت: لقد وقفت موقفا لا ينبغي لمثلي أن يقول الهجر، ما ظنك برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لو رآني في الغل؟
فقال لمن حوله، حلوه [1] .
و قال علي بن ابراهيم في «تفسيره»: و قال الصادق عليه السلام:
لما أدخل رأس الحسين عليه السلام [علي يزيد لعنه الله، و أدخل عليه علي بن الحسين عليهماالسلام و بنات أميرالمؤمنين عليه و عليهم السلام]، و كان علي بن الحسين عليهماالسلام مقيدا مغلولا، فقال يزيد: يا علي بن الحسين! الحمد لله الذي قتل أباك.
فقال علي بن الحسين عليهماالسلام: لعن الله من قتل أبي.
فغضب يزيد لعنه الله و أمر بضرب عنقه.
فقال علي بن الحسين عليهماالسلام: فاذا قتلتني فبنات رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من يردهم الي منازلهم، و ليس لهم محرم غيري؟
فقال: أنت تردهم الي منازلهم.
ثم دعا بمبرد فأقبل يبرد الجامعة عن عنقه بيده، ثم قال: يا علي بن الحسين! أتدري ما الذي أريد بذلك؟
قال: بلي تريد أن لا يكون لأحد علي منة غيرك.
فقال يزيد لعنه الله: هذا والله؛ ما أردت.
ثم قال يزيد لعنه الله: يا علي بن الحسين! ما أصاب من مصيبة فبما كسبت أيديكم.
فقال علي بن الحسين عليهماالسلام: كلا، ما هذه فينا نزلت، انما نزلت فينا: (ما أصاب من مصيبة في الأرض و لا في أنفسكم الا في كتاب من قبل أن نبرأها) [2] فنحن الذين لا نأسي علي ما فاتنا و لا نفرح بما أتانا منها [3] .
پاورقي
[1] مثير الأحزان: 99 - 98، عنه البحار: 132 / 45.
[2] الحديد: 22.
[3] تفسير القمي: 352 / 2، البحار: 168 / 45 ح 14.