بازگشت

كيفية دخول أهل البيت في مجلس يزيد


و في «المنتخب» عن علي بن الحسين عليه السلام أنه قال: لما وفدنا [1] علي يزيد بن معاوية لعنه الله أتونا بحبال و ربقونا [2] مثل الأغنام، و كان الحبل بعنقي و عنق ام كلثوم عليهاالسلام و بكتف زينب عليهاالسلام و سكينة عليهاالسلام و البنات و ساقونا، و كلما قصرنا عن المشي ضربونا حتي وقفونا بين يدي يزيد لعنه الله، فتقدمت اليه و هو علي سرير مملكته [3] .

و في كتاب «الأنوار النعمانية» روي: أن الحريم لما أدخلن في السبي علي يزيد بن معاوية كان يطلع فيهن و يسأل عن كل واحدة منهن بعينها، و هن مربقات بحبل طويل، و زجر بن قيس لعنه الله يجرهن حتي أقبلت امرأة كانت تستر وجههاه بزندها، لأنه لم يكن لها خرقة تستر بها وجهها.

فقال: من هذه التي ليس لها ستر؟

قالوا: سكينة بنت الحسين عليه السلام.

قال: أنت سكينة؟

فسالت دموعها علي خدها، و اختنقت بعبرتها، فسكت عنها حتي كادت أن تطلع روحها من البكاء.

فقال لها: و ما يبكيك؟


قالت: كيف لا تبكي من ليس لها ستر تستر به وجهها و رأسها عنك و عن جلسائك؟

فبكي يزيد لعنه الله و أهل مجلسه، ثم قال: لعن الله تعالي ابن مرجانة عبيدالله بن زياد ما أقسي قلبه علي آل الرسول [4] .

و في «المنتخب»: نقل أن الحريم لما أدخلن علي يزيد بن معاوية، كان ينظر اليهن و يسأل عن كل واحدة بعينها و هن مربقات [5] بحبل طويل، فقيل: هذه ام كلثوم الكبري، و هذه ام كلثوم الصغري، و هذه صفية، و هذه ام هاني، و هذه رقية من بنات علي، و هذه سكينة، و هذه فاطمة بنت الحسين.

فالتفت اللعين الي سكينة عليهاالسلام، و قال: يا سكينة! أبوك الذي كفر حقي، و قطع رحمي، و نازعني في ملكي.

فبكت سكينة عليهاالسلام و قالت: لا تفرح بقتل أبي، فانه كان مطيعا لله و لرسوله دعاه اليه فأجابه و سعد بذلك، و أن لك يا يزيد! بين يدي الله مقاما يسألك عنه، فاستعد للمسائلة جوابا، و أني لك الجواب؟

قال لها: أسكتي يا سكينة! فما كان لأبيك عندي حق [6] .

قال أبومخنف: فنظر الي ام كلثوم عليهاالسلام و قال لها: يا ام كلثوم! كيف رأيت ما صنع الله بكم؟


فقالت: يابن الطلقاء [7] هذه حرمك و امائك من وراء الستور و بنات الرسول صلي الله عليه و آله و سلم علي الأقتاب بغير وطاء ينظر اليهن البر و الفاجر، و يتصدق عليهن اليهود و النصاري.

فنظر اليها يزيد شزرا، فقال له بعض جلسائه: انها حرمة لم تؤاخذ، فسكن غيظه [8] .

و في «فصول المهمة» لعلي بن محمد المالكي: أنه لما أدخل نساء الحسين عليه السلام و الرأس الشريف بين يدي يزيد لعنه الله فجعلت سكينة و فاطمة عليهماالسلام تتطاولان لتنظرا الي الرأس الشريف، و جعل يزيد لعنه الله يستره عنهما، فلما رأينه صحن و أعلن بالبكاء، فبكت لبكائهن نساء يزيد لعنه الله و بنات معاوية، فولولن و أعلن أصواتهن.

قالت فاطمة عليهاالسلام: بنات رسول الله سبايا.

و كانت سكينة عليهاالسلام أحسن شبابا. فقالت: يا يزيد! أيسرك هذا؟

فقال لهما: والله؛ ما سرني و اني [لهذا] لكاره، و ما أتي عليكن أعظم مما أجد منكن [9] .

و قال السيد رحمه الله: ثم أدخل ثقل [10] الحسين عليه السلام و نساؤه و من تخلف من أهله علي يزيد لعنه الله و هم مقرنون في الحبال [11] .


فلما وقفوا بين يديه و هم علي تلك الحال قال له علي بن الحسين عليه السلام: أنشدك الله تعالي [يا يزيد!] ما ظنك برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لو رآنا علي هذه الصفة؟

فأمر يزيد لعنه الله بالحبال، فقطعت، ثم وضع رأس الحسين عليه السلام بين يديه، و أجلس النساء خلفه، لئلا ينظرن اليه، فرآه علي بن الحسين عليه السلام، فلم يأكل الرؤوس بعد ذلك أبدا [12] .


پاورقي

[1] وفد عليه يفد: قدم، «منه رحمه الله».

[2] في المصدر: و ربطونا.

[3] المنتخب: 473.

[4] في الأنوار النعمانية: 254 / 3.

[5] في المصدر: مربطات.

[6] المنتخب: 472 و 473، مع اختلاف يسير.

[7] الطلقاء - بالضم و فتح اللام و المد -: هم الذين خلي عنهم يوم فتح مکة و أطلقهم و لم يسترقهم، واحدهم: طليق، «منه رحمه الله».

[8] مقتل الحسين عليه‏السلام: 208، مع اختلاف يسير.

[9] الدمعة الساکبة: 5 / 103 و 104.

[10] الثقل - محرکة -: متاع المسافر و حشمه، «منه رحمه الله».

[11] قوله تعالي: (مقرنين في الأصفاد) هو من قرنت الشي‏ء بالشي‏ء وصلته و قرنت الاساري في الحبال...، و فيه أيضا: القرن - بفتحتين -: الحبل، قال التعالبي نقلا عنه: لا يقال للحبل حتي يقرن فيه، «منه رحمه الله».

[12] اللهوف: 213، البحار: 132 - 131 / 45.