بازگشت

استبشار بني امية بقتل الحسين و سبي أهله


ذكر الشيخ فخرالدين طريح النجفي في «المنتخب» قال:

فلما وردوا الي دمشق جاء البريد الي يزيد لعنه الله و هو معصب الرأس و يداه و رجلاه في طشت من ماء حار، و بين يده طبيب يعالجه و عنده جماعة من بني امية يجادثونه، فحين رآه قال له: أقر الله عينيك بورود رأس الحسين.

فنظره شزرا و قال له: لا أقر الله تعالي عينيك.

ثم قال للطبيب: أسرع و اعمل ما تريد أن تعمل.

قال: فخرج الطبيب عنه، و قد أصلح جميع ما أراد أن يصلحه، ثم انه أخذ كتابا بعثه اليه ابن زياد لعنه الله، فلما انتهي الي آخره عض علي أنامله حتي كاد أن


يقطعها، ثم قال: انا لله و انا اليه راجعون، و دفعه الي من كان حاضرا، فلما قرؤه قال بعضهم لبعض: هذا ما كسبت أيديكم [1] .

و قال المفيد رحمه الله: روي عبدالله بن ربيعة الحميري قال: اني لعند يزيد بن معاوية لعنه الله بدمشق اذ أقبل زحر بن قيس حتي دخل عليه، فقال له يزيد: ويلك! ما ورائك؟ و ما عندك؟

قال: أبشر يا أميرالمؤمنين! بفتح الله و نصره، ورد علينا الحسين بن علي في ثمانية عشر رجلا من أهل بيته و ستين من شيعته، فسرنا اليهم فسألناهم أن يستسلموا و ينزلوا علي حكم الأمير عبيدالله بن زياد أو القتال، فاختاروا القتال علي الاستسلام، فغدونا عليهم مع شروق الشمس فأحطنا بهم من كل ناحية حتي اذا أخذت السيوف مأخذها من هام القوم جعلوا يهربون الي غير وزر [2] و يلوذون منا بالاكام [3] و الحفر لواذا، كما لاذ الحمام من الصقر.

فوالله؛ يا أميرالمؤمنين! فما كان الا جزر جزور أو نومة قائل، حتي أتينا علي آخرهم، فهاتيك أجسادهم مجردة، و ثيابهم مرملة، و خدودهم معفرة، تصهرهم الشمس، و تسفي عليهم الرياح، زوارهم العقبان [4] و الرخم [5] .

فأطرق يزيد هنيئة [6] ، ثم رفع رأسه و قال: قد كنت أرضي من طاعتكم


بدون قتل الحسين، أما لو أني صاحبه لعفوت عنه [7] !!


پاورقي

[1] المنتخب: 469.

[2] الوزر - محرکة -: الجبل المنيع و کل معقل و الملجاء و المعتصم، «منه رحمه الله».

[3] الأکمة - محرکة -: التل... من حجارة واحدة، أو هي دون الجبال...، «منه رحمه الله».

[4] عقبان: الظاهر أنه بالکسر، جمع عقاب بالضم، «منه رحمه الله».

[5] الرخم - محرکة -: طائر معروف، «منه رحمه الله».

[6] في الارشاد: هنيهة.

[7] الارشاد: 2 / 118 و 119، عنه البحار: 130 - 129 / 45.