بازگشت

اهل البيت و اهل الشام


فقلت: أنا سهل بن سعيد الشهرزوري، و أنا من مواليكم و محبيكم.

ثم أقبلت علي علي بن الحسين عليه السلام و قلت: يا مولاي! هل لك حاجة؟

فقال لي: هل لك من الدراهم شي ء؟

فقلت: ألف دينار و ألف ورقة.

فقال عليه السلام: خذ منها شيئا و ادفعه الي حامل الرأس، و أمره أن يبعده عن النساء حتي يشتغل الناس بالنظر اليه عن النساء.

قال سهل: ففعلت ذلك، و رجعت اليه، و قلت: يا مولاي! فعلت الذي أمرتني به.

فقال لي: حشرك معنا يوم القيامة، ثم ان علي بن السحين عليه السلام أنشأ يقول:



أقاد ذليلا في دمشق كأنني

من الزنج عبد غاب عنه نصير



و جدي رسول الله في كل مشهد

و شيخي أميرالمؤمنين أمير






فياليت لم أدخل دمشق و لم يكن

يراني يزيد في البلاد أسير [1] .



قال سهل: و رأيت روشنا عاليا، فيه خمس نسوة و معهن عجوز محدودبة الظهر، فلما صارت بازاء رأس الحسين عليه السلام و ثبت العجوز لعنه الله و أخذت حجرا و ضربت به ثنايا الحسين عليه السلام، فلما رأيت ذلك من هذه الملعونة قلت: اللهم أهلكها و أهلكهن معها بحق محمد و آله أجمعين.

قال: فما استتم كلامي الا و سقط الروشن و هلكت الملعونة، و هلكن معها، انتهي [2] .

و في رواية اخري: فلما و صلوا الي ذلك الروشن و جدوا فيه عجوزا ملعونة يقال لها: ام هجام، و معها جواريها، فلما رأت رأس الحسين عليه السلام و هو علي قناة طويلة و شيبته مخضوبة بالدماء قالت: ما هذا الرأس المتقدم؟ و ما هذه الرؤوس التي خلفه؟

فقالوا لها: هذا رأس الحسين بن علي عليهماالسلام، و هذه رؤوس أصحابه.

ففرحت فرحا عظيما، و قالت لجواريها: ناولوني حجرا لأضرب رأس الحسين، فان أباه أباه قتل أبي و بعلي.

فناولها بعض الجواري حجرا، فضربت به وجه الحسين عليه السلام، فأدمته و سال الدم علي شبيته.

فالتفتت اليه ام كلثوم عليهاالسلام فرأت الدم سائلا علي وجهه و شيبته، فلطمت وجهها و شقت أزيانها، و نادت: وا غوثاه! وا مصيبتاه! وا محمداه! وا علياه! وا حسناه! وا حسيناه!


ثم غشي عليها، فلما أفاقت قالت: من فعل هذا الفعل بأخي و نور عيني؟

فقيل لها: هذه العجوز.

فقالت: اللهم اهجم عليها قصرها، و احرقها بنار الدنيا قبل نار الاخرة.

قال: فوالله ما استتم كلامها الا و سقط عليها قصرها، و أضرمت النار فيه، فماتوا و احترقوا من ساعتهم، لا رحمهم الله.

في كتاب «الاقبال»: رأيت في كتاب «المصابيح» باسناده الي جعفر بن محمد عليه السلام قال: قال لي أبي محمد بن علي عليهماالسلام: سألت أبي علي بن الحسين عليهماالسلام عن حمل يزيد لعنه الله له؟

فقال: حملني علي بعير يطلع بغير وطاء، و رأس الحسين عليه السلام علي علم، و نسوتنا خلفني علي بغال واكفة، و الفارطة [3] خلفنا و حولنا بالرماح، ان دمعت من أحدنا عين قرع رأسه بالرمح، حتي اذا دخلنا دمشق صاح صائح: يا أهل الشام! هؤلاء سبايا أهل البيت الملعون [4] .

و في «أمالي الصدوق»: و قالوا: فلما دخلنا دمشق أدخل بالنساء، و السبايا بالنهار مكشفات الوجوه، فقال أهل الشام الجفاة: ما رأينا سبايا أحسن من هؤلاء فمن أنتم؟

فقالت سكينة بنت الحسين عليهماالسلام: نحن سبايا آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم.


و أقيموا علي درج باب المسجد حيث تقام السبايا، و فيهم علي بن الحسين عليهماالسلام و هو يومئذ فتي شاب [5] .


پاورقي

[1] في المصدر:



فياليت امي لم تلدني و لم أکن

يزيد يراني في البلاد أسير.

[2] مقتل الحسين عليه‏السلام: 197 - 193، مع اختلاف يسير، مدينة المعاجز: 110 - 108 / 4 (نحوه).

[3] قال العلامة المجلسي رحمه الله: واکفة: أي: کانت البغال باکاف أي: برذعة من غير سرج، و فرط سبق، و في الأمر قصر به وضيعه و عليه في القول أسرف، و فرط القوم تقدمهم الي الورد لاصلاح الحوض، و الفرط - بضمتين -: الظلم و الاعتداء، و للأمر المجاوز فيه الحد و لعل فيه أيضا تصحيفا، (البحار: 154 / 45 ذ ح 2).

[4] عنه البحار: 154 / 45 ح 2.

[5] عنه البحار: 155 / 45.