بازگشت

السبايا و الرؤوس في أسواق الشام


اعلم أن ما ذكر أبومخنف في هذا المقام هو قوله: وجدوا في السير حتي دخلوا دمشق، فرأيت الأسواق معطلة و الناس كأنهم سكاري، فأقبل رجل الي يزيد بن معاوية و قال له: أقر الله عينيك أيها الخليفة!

فقال: بماذا؟

فقال: برأس الحسين.

فقال يزيد لعنه الله [1] : لا أقر الله تعالي عينيك، ثم أمر بحبسه، و أمر بمائة و عشرين راية، و أمرهم أن يستقبلوا رأس الحسين عليه السلام، فأقبلت الرايات و من تحتها التكبير و التهليل، و اذا بهاتف ينشد و يقول:



جاؤوا برأسك يابن بنت محمد!

مترملا بدمائه ترميلا



لا يوم أعظم حسرة من يومه

واراه رهنا للمنون قتيلا



فكأنما بك يابن بنت محمد!

قتلوا جهارا عامدين رسولا



و يكبرون بأن قتلت و انما

قتلوا بك التكبير و التهليلا



قال سهل: و دخل الناس من باب الخيزران، فدخلت في جملتهم، و اذا قد


أقبل ثمانية عشر رأسا و اذا بالسبايا علي المطايا من غير وطاء [2] و رأس الحسين عليه السلام بيد الشمر لعنه الله و هو يقول:



أنا صاحب الرمح الطويل

أنا قاتل الدين [3] الأصيل



أنا قتلت ابن سيد الوصيين

و أتيت برأسه الي يزيد أميرالمؤمنين



فقالت له ام كلثوم عليهاالسلام: كذبت يا لعين ابن اللعين! ألا لعنة الله علي القوم الظالمين، يا ويلك! تفتخر عند يزيد الملعون ابن المعلون بقتل من ناغاه جبرئيل و ميكائيل، و من اسمه مكتوب علي سرادق عرش رب العالمين، و من ختم الله تعالي بجده المرسلين، و قمع بأبيه المشركين، فمن أين مثل جدي محمد المصطفي، و أبي علي المرتضي، و أمي فاطمة الزهراء صلوات الله عليهم.

فأقبل عليها خولي لعنه الله فقال لها: تأبين الشجاعة، و أنت بنت الشجاع.

[قال:] و أقبل من بعده رأس الحر بن يزيد الرياحي لعنه الله: و أقبل من بعده رأس العباس عليه السلام يحمله قشعم الجعفي، و أقبل من بعد رأس عون يحمله سنان بن أنس النخعي لعنه الله، و أقبلت الرؤوس علي أثرهم.

قال سهل: فأقبلت جارية علي بعير مهزول بغير [غطاء و لا] وطاء و علي وجهها برقع خز أدكن، و هي تنادي:

وا محمداه! وا جداه! وا علياه! [وا أبتاه!] وا حسناه! وا حسيناه! وا عقيلاه! وا عباساه! وا بعد سفراه! وا سوء صباحاه!

قال سهل: فأقبلت اليها فصاحت علي، فوقعت مغشيا علي، فلما أفقت


من غشوتي دنوت منها، و قلت لها: يا سيدتي! لم تصيحين علي؟

فقالت: أما تستحيي من الله تعالي و رسوله أن تنظر الي حرم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟

فقلت: والله؛ ما نظرت اليكم بريبة.

فقالت لي: من أنت؟


پاورقي

[1] في المصدر: فقال له ولد الزنا.

[2] وطاء - بکسر الواو -: خلاف الغطاء، «منه رحمه الله».

[3] في المصدر: ذي الدين.