بازگشت

وصول السبايا و الرؤوس الي عين الوردة


قال أبومخنف: و جعلوا يسيرون الي عين الوردة، و أتوا الي قريب دعوات و كتبوا الي صاحب دعوات أن تلقانا، لأن معنا رأس الحسين عليه السلام.

قال: فلما قرأ الكتاب أمر بضر البوقات، و خرج فتلقاهم، و شهروا الرأس و أدخلوه من باب الأربعين، و نصبوه في الرحبة من زوال الظهر الي وقت العصر، و أهلها طائفة يبكون و طائفة يضحكون، و ينادون: هذا خارجي خرج علي يزيد بن معاوية.

قال: و تلك الرحبة التي نصب فيها رأس الحسين عليه السلام لا يجتاز فيها أحد و تقضي [1] حاجته الي يوم القيامة.

و باتوا ثملين من الخمور الي الصباح، و ارتحلوا من الغد، فعند ذلك بكي علي بن الحسين عليه السلام و أنشأ يقول:



ليت شعري هل عاقل في الدياجي

بات من فجعة الزمان يناجي



أنا نجل الامام ما بال حقي

ضائع بين عصبة الأعلاج [2] .



قال: و أتوا الي «قنسرين» و كانت عامرة بأهلها، فلما بلغهم ذلك أغلقوا الأبواب و جعلوا يلعنونهم و يرمونهم بالحجارة و يقولون: يا فجرة! و يا قتلة أولاد الأنبياء! والله؛ لا دخلتم بلدنا، و لو قتلنا عن آخرنا.

فلما سمعوا ذلك لم يدخلوها، فرحلوا عنهم.


قال: فبكت أم كلثوم سلام الله عليها، و أنشأت تقول:



كم تنصبون لنا الأقتاب عارية

كأننا من بنات الروم في البلد



أليس جدي رسول الله؟ ويلكم!

هو الذي دلكم قصدا الي الرشد



يا أمة السوء! لا سقيا لربعكم

الا عذابا كما أحني علي البلد [3] .




پاورقي

[1] کذا في نسخة الحديث، و الظاهر أنه سقط کلمة... الا و تقضي، «منه رحمه الله».

[2] الأعلاج: جمع العلاج - بکسر العين -: و هو الرجل من الکفار، «منه رحمه الله».

[3] مقتل الحسين عليه‏السلام: 185 - 180، مع اختلاف.