وصول السبايا و الرؤوس الي لينا
قال: ثم رحلوا من وادي النخلة و أخذوا علي لينا [1] و كانت عامرة بالناس فخرجت المخدرات و الكهول و الشبان ينظرون الي رأس الحسين عليه السلام، و يصلون عليه و علي جده و أبيه، و يلعنون من قتله و يقولون: يا قتلة أولاد الأنبياء! أخرجوا من بلدنا.
فأخذوا علي الكحيل و أتوا جهينة، و أنفذوا الي عامل «الموصل» أن تتلقانا، فان معنا رأس الحسين.
فلما قرأ الكتاب أمر بالأعلام و المدينة فرينت، و تداعت الناس من كل جانب و مكان، و خرج الوالي فتلقاهم علي ستة أميال، فقال بعض القوم: ما الخبر؟
فقالوا: رأس خارجي خرج بأرض العراق قتله [عبيدالله] بن زياد لعنه الله و بعث برأسه الي يزيد لعنه الله.
فقال رجل منهم: يا قوم! هذا رأس الحسين عليه السلام.
فلما تحققوا ذلك اجتمعوا في أربعين ألف فارس من الأوس و الخزرج، و تحالفوا أن يقتلوهم و يأخذوا منهم رأس الامام عليه السلام، و يدفنون عندهم ليكون فخرا لهم الي يوم القيامة.
پاورقي
[1] لينا: قال في «القاموس»: اللين: قريد بين الموصل و نصيبين، «منه رحمه الله».