وصول السبايا و الرؤوس الي تكريت
ثم قال أبومخنف: و ساروا [بالسبايا و] الرؤوس الي شرقي الجصاصة، ثم عبروا علي «تكريت» [1] و كتبوا الي عاملها بأن تتلقانا بالزاد و العلوفة فان معنا رأس الحسين [2] .
فلما قرأ الكتاب أمر بالأعلام فنشرت، و البوقات فضربت، و المدينة فزينت، و أتت الناس من كل جانب و مكان، ثم خرج الوالي فتلقاهم، و كان كل من سألهم قالوا: هذا رأس خارجي خرج علي يزيد بن معاوية بأرض العراق، فقتله عبيدالله بن زياد لعنه الله و قد أنفذ برأسه الي يزيد بن معاوية.
فقال لهم رجل نصراني: يا قوم! اني كنت بالكوفة، و قد قدم هذا الرأس و ليس هو رأس خارجي، بل هو رأس الحسين بن علي وجده محمد المصطفي و أمه فاطمة الزهراء.
فلما سمعوا النصاري بذلك عمدوا الي النواقيس فضربوها، و جمع الرهبان اليهم من البيع اعظاما له، و قالوا: انا برئنا من قوم قتلوا ابن بنت نبيهم.
فبلغهم ذلك فلم يدخلوها، ثم رحلوا من «تكريت» و أخذوا علي البرية،
ثم علي الأعمي، ثم علي دير عروة ثم علي ملينا ثم علي وادي النخلة فنزلوا فيها ليلا و باتوا.
پاورقي
[1] تکريت - بفتح أوله -: بلد، «منه رحمه الله».
[2] في المصدر: أن تلقانا، فان معنا رأس خارجي.