بازگشت

شهادة ولدي مسلم بن عقيل برواية اخري


قال المجلسي رحمه الله في «البحار»: روي في «المناقب القديم» هذه القصة مع تغيير قال: أخبرنا سعد الأئمة سعيد بن محمد بن أبي بكر الفقيمي، عن محمد بن عبدالله البرخنكي [1] ، عن أحمد بن يعقوب، عن طاهر بن محمد الحدادي، عن محمد بن علي بن نعيم، عن محمد بن الحسين بن علي، عن محمد بن يحيي الذهلي قال:

لما قتل الحسين بن علي عليهماالسلام بكربلاء هرب غلامان من عسكر عبيدالله بن زياد لعنه الله أحدهما يقال له: ابراهيم، و الاخر يقال له: محمد، و كانا من ولد جعفر الطيار [2] ، فاذا هما بامرأة تستقي فنظرت الي الغلامين و الي حسنهما و جمالهما.

فقالت لهما: من أنتما؟

فقال: نحن من ولد جعفر الطيار في الجنة، هربنا من عسكر عبيدالله بن زياد لعنه الله.

فقالت المرأة: ان زوجي في عسكر عبيدالله بن زياد، و لو لا أن أخشي أن يجي ء الليلة و الا ضيفتكما و أحسنت ضيافتكما.

فقال لها: أيتها المرأة! انطلقي بنا، فنزجوا أن لا يأتينا زوجك الليلة، فانطلقت المرأة و الغلامان حتي انتهيا الي منزلها، فأتتهما بطعام فقالا: ما لنا في الطعام من حاجة ايتينا بمصلي نقضي فوائتنا.


فصليا فانطلقا الي مضجعهما، فقال الأصغر للأكبر: يا أخي! و يابن أمي! التزمني و استنشق من رائحتي، فاني أظن أنها آخر ليلتي، لا نصبح بعدها.

و ساق الحديث نحو ما مر.. الي أن قال: ثم هز السيف و ضرب عنق الأكبر و رمي ببدنه في الفرات و قال الأصغر: سألتك بالله أن تركتني حتي أتمرغ بدم أخي ساعة.

قال: و ما ينفعك ذلك؟

قال: هكذا أحب، فتمرغ بدم أخيه ابراهيم ساعة.

ثم قال له: قم، فلم يقم فوضع السيف علي قفاه فضرب عنقه من قبل القفا و رمي ببدنه الي الفرات، فكان بدن الأول علي وجه الفرات ساعة حتي قدف الثاني، فأقبل بدن الأول راجعا يشق الماء شقا حتي التزم بدن أخيه و مضيا في الماء.

و سمع هذا الملعون صوتا من بينهما و هما في الماء: رب! تعلم و تري ما فعل بنا هذا الملعون، فاستوف لنا حقنا منه يوم القيامة.

ثم [قال:] فدعا عبيدالله بن زياد لعنه الله بغلام له أسود يقال له: نادر، فقال له: يا نادر! دونك هذا الشيخ المعلون، فشد كتفيه، فانطلق به الي الموضع الذي قتل الغلامين فيه، فاضرب عنقه و سلبه لك، و لك عشرة آلاف درهم، و أنت حر لوجه الله.

فانطلق الغلام به الي الموضع الذي ضرب أعناقهما فيه فقال له: يا نادر! لابد لك من قتلي؟

قال: نعم، فضرب عنقه فرمي بجيفته الي الماء فلم يقبل الماء، ورمي به


الي الشط، و أمر عبيدالله بن زياد لعنه الله أن يحرق بالنار، ففعل به ذلك،و صار الي عذاب الله تعالي [3] .

و في «المنتخب» مثل ما مر بأدني تغيير مع زيادة و هي: ثم ان ابن زياد لعنه الله نظر الي ندمائه و كان فيهم محب لأهل البيت عليهم السلام و قال له: خذ هذا المعلون و سر به الي موضع قتل فيه الغلامين و اضرب عنقه، و لا تدع أن يختلط دمه بدمهما، و خذ هذين الرأسين وارمهما في موضع رمي فيه أبدانهما.

قال: فأخذه و سار به و هو يقول: والله؛ لو أعطاني ابن زياد لعنه الله جميع سلطنته ما قابلت هذه العطية، و كان كلما مر بقبيلة أراهم الرأسين و حكي لهم بالقصة، و ما يريد يفعل بذلك اللعين.

ثم سار به الي موضع قتل فيه الغلامين فقتله بعد أن عذبه بقلع عينيه، و قطع أذنيه و يديه و رجليه، ورمي بالرأسين في الفرات.

قال: فخرجت الأبدان و ركبت الرؤوس عليها بقدرة الله تعالي، ثم تخاضا [4] و غاصا في الفرات.

ثم ان ذلك الرجل المحب أتي برأس ذلك اللعين، فنصبه علي قناة و جعل الصبيان يرجمونه بالحجارة [5] .



پاورقي

[1] في البحار: السرختکي.

[2] الظاهر أنه من أحفاد جعفر الطيار.

[3] البحار: 107 - 105 / 45، مع اختلاف يسير.

[4] کذا في نسخة الحديث، و الظاهر أنه تخاوضا، بالواو، «منه رحمه الله».

[5] المنتخب: 376 - 372.