استرجاع حكم ولاية الري من عمر بن سعد و ندامته
و في «المنتخب»: حكي أنه لما فرغ عمر بن سعد لعنه الله من حرب الحسين عليه السلام، و أدخلت الرؤوس و الأساري علي عبيدالله بن زياد لعنه الله تعالي، و جاء عمر بن سعد لعنه الله و دخل علي ابن زياد لعنه الله يريد منه أن يمكنه من ملك الري.
فقال ابن زياد لعنه الله: ايتيني بالكتاب الذي كتبته لك في معني قتل الحسين عليه السلام و ملك الري.
فقال له عمر بن سعد لعنه الله: والله؛ انه قد ضاع مني، و لا أعلم أين هو؟
فقال ابن زياد لعنه الله: لابد أن تجيئني به في هذا اليوم، و ان لم تأتني به
فليس لك عندي جائزة أبدا، لأني كنت أراك مستحيا معتذرا في أيام الحرب من عجائز قريش، ألست أنت القائل:
فوالله؛ ما أدري و اني لصادق
افكر في أمري علي خطرين
ءأترك ملك الري و الري منيتي
أم أرجع مأثوما بقتل حسين
و هذا كلام معتذر مستحي متردد في رأيه.
فقال عمر بن سعد لعنه الله: والله؛ يا أمير! لقد نصحتك في حرب الحسين [نصيحة صادقة لو ندبني اليها أبي سعد لما كنت أديت حقه كما أديت حقك في حرب الحسين].
فقال له عبيدالله بن زياد لعنه الله: كذبت يا لكع!
فقال عثمان بن زياد - أخو عبيدالله بن زياد -: والله؛ يا أخي! لقد صدق عمر بن سعد في مقالته، و اني لوددت أنه ليس من بني زياد رجل الا و في أنفه خزامة الي يوم القيامة، و ان حسينا لم يقتل أبدا.
فقال عمر بن سعد لعنه الله: فوالله؛ يابن زياد! ما رجع أحد من قتلة الحسين بشر مما رجعت به أنا.
فقال له: و كيف ذلك؟
فقال: لأني عصيت الله و أطعت عبيدالله و خذلت الحسين بن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و نصرت أعداء رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و بعد ذلك قطعت رحمي و وصلت خصمي و خالفت ربي، فيا عظم ذنبي! و يا طول كربي في الدنيا و الاخرة!
ثم نهض من مجلسه و خرج مغضبا مغموما، و هو يقول: ذلك هو الخسران المبين [1] .
پاورقي
[1] المنتخب: 324 - 323 و ما بين المعقوفتين من المصدر.