تكلم الرأس الشريف بصوت فصيح
و في «شرح الشافية»: عن أبي مخنف: حدثني من حضر اليوم الذي ورد فيه رأس الحسين عليه السلام علي ابن زياد لعنه الله قال: رأيت نارا قد خرجت من القصر، فقام عبيدالله بن زياد لعنه الله هاربا من سريره الي أن دخل بعض البيوت، و تكلم الرأس الشريف بصوت فصيح جمهوري يسمعه ابن زياد لعنه الله و من كان معه:
الي أين تهرب من النار يا ملعون!! لقد عجزت عنك في الدنيا، فانها في الاخرة مثواك و مصيرك.
قال: فوقع أهل القصر سجدا لما رأوا من رأس الحسين عليه السلام، فلما ارتفعت النار سكت رأس الحسين عليه السلام.
و قال أبومخنف: ثم دعي لعنه الله بخولي الأصبحي و قال: خذ هذا الرأس حتي أسألك عنه.
فأخذه و انطلق الي منزله، و كان له زوجتان احداهما: مضرية، و الأخري: تغلبيه، فدخل [به] علي المضرية، فقالت له: ما هذا الرأس؟
فقال: هذا رأس الحسين.
فقالت: ارجع به، ثم انها أخذت عمودا و أوجعته ضربا، و قالت: والله؛ ما أنا لك بزوجة، و ما أنت لي ببعل.
فانصرف عنها و مضي الي التغلبية، و قال لها: خذي هذا الرأس.
فقالت له: و ما اسمه؟ فأبي أن يعلمها ثم تركه تحت طشت و بات عندها.
قالت امرأته: سمعت الرأس الشريف يقرء الي طلوع الفجر، و كان آخر قرائته: (و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) [1] .
ثم سمعت حوله دويا كدوي الرعد، فعلمت أنه تسبيح الملائكة [2] .
پاورقي
[1] الشعراء: 227.
[2] مقتل الحسين عليهالسلام: 169 - 168.