سكينة اعتنقت جسد أبيها
ثم قال السيد رحمه الله: ثم ان سكينة عليهاالسلام اعتنقت جسد أبيها الحسين عليه السلام، فاجتمع عدة من الأعراب حتي جروها عنه [1] .
و في نقل آخر: انها بكت علي جسده الشريف، و شهقت شهقات حتي غشي عليها.
قالت سكينة بنت الحسين عليهماالسلام: فسمعته في غشوتي يقول:
شيعتي ما ان شربتم ماء عذب فاذكروني
أو سمعتم بغريب أو شهيد فاندبوني
و أنا السبط الذي من غير جرم قتلوني
و بجرد الخيل بعد القتل عمدا سحقوني
ليتكم في يوم عاشورا جميعا تنظروني
كيف أستسقي لطفي فأبوا أن يرحموني
و سقوه سهم بغي عوض الماء المعين
يا لرزء و مصاب هد أركان الحجون
ويلهم! قد جرحوا قلب رسول الثقلين
فالعنوهم ما استطعتم شيعتي في كل حين
قال: فانتهبت حزينة، و هي تلطم [خدها] و تنوح، فاجتمعت عدة من الرجال [حتي] جروها عنه [2] .
و نقل عن ابن رياح أنه قال: شهدت وقعة كربلاء، فلما قتل سيدي و مولاي الحسين عليه السلام أتته امرأة و هي تعثر بأذيالها حتي سقطت علي الأرض، ثم قامت و هي مسفرة وجهها، و اذا هي كبزعة الشمس و تنادي:
وا حسيناه! وا اماماه! وا قتيلاه! وا أخاه!
ثم انها أتت الي جسده الشريف و هو جثة بلا رأس، فلما رأته اعتنقته و نامت بطوله، و شهقته شهقات متتابعات، حتي أبكت كل من كان حاضرا.
فسألت عنها، فقالوا: هذه زينب بنت أميرالمؤمنين صلوات الله عليهما. [3] .
پاورقي
[1] اللهوف: 181، عنه البحار: 59 / 45.
[2] الدمعة الساکبة: 4 / 374 و 375.
[3] الدمعة الساکبة: 375 / 4.