خروج عبدالله بن الحسن
قال المفيد في «ارشاده»، و السيد في «اللهوف»:
فخرج عبدالله بن الحسين بن علي عليهماالسلام - و هو غلام لم يراهق - من عند النساء فشد حتي وقف الي جنب عمه الحسين عليه السلام، فلحقته زينب بنت علي عليهماالسلام لتحبسه.
فقال لها الحسين عليه السلام: احبسيه يا اختي!
فأبي و امتنع عليها امتناعا شديدا و قال: والله؛ لا أفارق عمي.
و أهوي أبجر بن كعب - و قيل: حرمة بن كاهل - الي الحسين عليه السلام بالسيف.
فقال له الغلام: ويلك يابن الخبيثة! أتقتل عمي؟
فضربه [أبجر] بالسيف فاتقاه الغلام بيده فأطنها الي الجلدة فاذا هي معلقة، فنادي الغلام: يا عماه! [1] .
فأخذه الحسين عليه السلام فضمه اليه.
و قال: يابن أخي! اصبر علي ما نزل [بك] و احتسب في ذلك الجزاء [2] ، فان الله تعالي يلحقك بآبائك الصالحين [3] .
و في «المنتخب»: فبينما هو يخاطبه اذ رماه حرملة بن كاهل بسهم، فذبحه في حجر عمه الحسين عليه السلام، فصاحت زينب: وا ابن أخاه! ليت الموت أعدمني الحياة، ليت السماء أطبقت علي الأرض، وليت الجبال تدكدت علي السهل [4] .
و في «الارشاد»: ثم رفع الحسين عليه السلام يديه، و قال:
اللهم فان متهتهم الي حين ففرقهم فرقا، و اجعلهم طرائق قددا، و لا ترض الولاة عنهم أبدا، فانهم دعونا لينصرونا، ثم عدوا علينا فقتلونا [5] .
في «البحار»: جاءه رجل من كندة يقال له: مالك بن النسر [6] لعنه الله، فشتم
الحسين عليه السلام و ضربه بالسيف علي رأسه، و عليه برنس فامتلأ دما.
فقال له الحسين عليه السلام: لا أكلت بها و لا شربت و حشرك الله مع الظالمين.
ثم ألقي البرنس، و لبس قلنسوة و اعتم عليها و قد أعيا، و جاء الكندي و أخذ البرنس و كان من خز.
فلما قدم بعد الوقعة علي امرأته فجعل يغسل الدم عنه فقالت له امرأته: أتدخل بيتي بسلب [7] ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ أخرج عني حشي الله قبر نارا، فلم يزل بعد ذلك فقيرا بأسوء حال، و يبست يداه، و كان في الشتاء ينضحان دما، و في الصيف تصيران يابستين كأنهما عودان [8] .
و في «المنتخب»: بعد ما أقبل الكندي بالبرنس الي منزله فقال لزوجته: هذا برنس الحسين عليه السلام فاغسليه من الدم.
فبكت و قالت له: ويلك! قتلت الحسين عليه السلام و سلبت برنسه، والله؛ لا صحبتك أبدا.
فوثب اليها ليلطمها، فانحرفت عن اللطمة فأصابت يده الباب التي في الدار، فدخل مسمار في يده، فعلمت عليه حتي قطعت من وقته، و لم يزل فقيرا حتي مات، لا رضي الله عنه.
و في «البحار» عن صاحب «المناقب» و محمد بن أبي طالب:
و لما ضعف الحسين عليه السلام نادي شمر لعنه الله: ما وقوفكم؟ و ما تنتظرون بالرجل قد أثخنته الجراح و السهام؟ احملوا عليه ثكلتكم أمهاتكم!
فحملوا عليه من كل جانب، فرماه الحصين بن نمير [9] في فيه [10] .
- و زاد في «المعدن» عن «المناقب» - و أبوأيوب الغنوي بسهم مسموم في حلقه، فقال عليه السلام:
بسم الله و بالله، و لا حول و لا قوة الا بالله، و هذا قتيل في رضاء الله.
و ضربة زرعة بن شريك التميمي في كتفه الأيسر، و عمر بن خليفة الجعفي [ضرب] علي حبل عاتقه، و كان قد رماه سنان بن أنس النخعي في صدره [11] .
و في «اللهوف»: قال الراوي: و لما أثخن [12] الحسين عليه السلام بالجراح، و بقي كالقنفذ طعنه صالح بن وهب المزني علي خاصرته طعنة، فسقط عليه السلام عن فرسه الي الأرض علي خده الأيمن و هو يقول:
بسم الله و بالله، و علي ملة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.
و في «البحار»: ثم استوي جالسا و نزع السهم من خلفه، ثم دني عمر بن سعد لعنه الله من الحسين عليه السلام.
پاورقي
[1] في الارشاد: يا امتاه! و في البحار: يا اماه!.
[2] في الارشاد و البحار: الخير.
[3] الارشاد: 110 / 2، اللهوف: 173؛ عنهما البحار: 45 / 53 و 54.
[4] المنتخب: 439.
[5] الارشاد: 2 / 110 و 111.
[6] في البحار: اليسر.
[7] السلب - بالتحريک -: ما يسلب، جمع: أسلاب، «منه رحمه الله».
[8] البحار: 53 / 45.
[9] في البحار: الحصين بن تميم.
[10] البحار: 55 / 45.
[11] الدمعة الساکبة: 349 / 4 و البحار: 55 / 45 (نحوه).
[12] أثخن - مبنيا للمفعول - أثخنته الجراحة أي: أثقلته، «منه رحمه الله».