بازگشت

وداع الامام الحسين


و في «المنتخب»: ان الحسين عليه السلام لما نظر الي اثنين و سبعين رجلا من أهل بيته صرعي فالتفت الي الخيمه و نادي:

يا سكينة! يا فاطمة! يا زينب! يا ام كلثوم! عليكن مني السلام.

فنادته سكينة! يا أبة! استسلمت للموت؟

قال: كيف لا يستسلم من لا ناصر له و لا معين.

فقال: يا أبة! ردنا الي حرم جدنا.

فقال: هيهات! لو ترك القطا لنام.

فتصارخن النساء، فسكتهن الحسين عليه السلام [1] .

و فيه أيضا: فدعي ببردة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و التحف بها و أفرغ عليه درعه الفاضل، و تقلد بسيفه، و استوي علي متن جواده، و هو غائص في الحديد، فأقبل علي أم كلثوم فقال لها:

أوصيك يا أخية! بنفسك خيرا و اني بارز الي هؤلاء القوم.

فأقبلت سكينة عليهاالسلام، و هي صارخة و كان يحبها حبا شديدا، فضمها الي صدره و مسح دموعها بكمه و قال:



سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي

منك البكاء اذ الحمام [2] دهاني



لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة

ما دام مني الروح في جثماني [3] .






فاذا قتلت فأنت أولي بالذي

تأتينه يا خيرة النسوان



و فيه أيضا: و قال لاخته: يا أختاه! ايتيني بثوب عتيق لا يرغب فيه أحد من الناس، أجعله تحت ثيابي، لأن لا أجرد بعد قتلي.

قال: فارتفعت أصوات النساء بالبكاء و النحيب [4] .

و في بعض الكتب: فقال لهن الحسين عليه السلام: مهلا؛ فان البكاء أمامكن [5] .

و في «المنتخب»: ثم اوتي بثوب عتيق، فخرقه و مزقه من أطرافه، و جعله تحت ثيابه، و كان له سروال جديد فخرقه أيضا لئلا يسلب منه.

فلما قتل عمد اليه رجل فسلبهما منه و تركه عريانا بالعراء، مجردا علي الرمضاء، فشلت يداه في الحال و حل به العذاب و النكال.

قال: فلما لبس الحسين عليه السلام ذل الثوب المخرق، ودع أهله و أولاده وداع مفارق لا يعود [6] .


پاورقي

[1] المنتخب: 440، البحار: 47 / 45.

[2] الحمام - ککتاب -: قضاء الموت، «منه رحمه الله».

[3] جثمان، جسمان کلاهما بالضم بمعني الجسم، «منه رحمه الله».

[4] المنتخب: 439، 438.

[5] المنتخب: 423.

[6] المنتخب: 439.