بازگشت

مبارزة علي بن الحسين


ثم حمل علي بن الحسين عليهماالسلام و هو يقول:



أنا علي بن الحسين بن علي

من عصبة جد أبيهم النبي



والله؛ لا يحكم فينا ابن الدعي

أطعنكم بالرمح حتي ينثني



أضربكم بالسيف أحمي عن أبي

ضرب غلام هاشمي علوي




فلم يزل يقاتل حتي ضج الناس من كثرة من قتل منهم [1] .

و عن كتاب «فوادح القوادح»: فلما بارز و طلب المبارز فدعي ابن سعد طارق بن كثير و قال له: تأخذ ما تأخذ من ابن زياد لعنه الله، فاخرج الي هذا الغلام، و جئني برأسه.

فقال له: أنت تأخذ ملك الري و أنا أخرج اليه، فان تضمن لي علي الأمير امارة الموصل أخرج اليه، فضمن له.

فخرج و قاتل قتالا شديدا الي أن ضربه علي بن الحسين عليهماالسلام ضربة منكرة قتل منها.

فخرج أخوه، فضربه علي عينه، فقتله، فخرج ابنه، فقتله، فلم يخرج اليه أحد الي أن نادي عمر لعنه الله: ألا رجل يخرج اليه؟

فنادي بكر بن غانم للخروج اليه، فقال: هذا غلام و أنا يقاتلونني بألفين، لكن لما قلت: ألا رجل أخرج اليه.

فخرج اليه - كما قيل - فتغير لون الحسين عليه السلام فقالت امه ليلي: و لعل قد أصابه شي ء.

قال: لا، و لكن قد خرج اليه من أخاف عليه منه، فادعي الله تعالي له، فاني سمعت جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول:

«دعاء الوالدة يستجاب لولدها».

فدخلت الخيمة و جردت رأسها ودعت له و قالت: يا من رد يوسف علي يعقوب و رجع اليه بصره أردد علي ولدي و احفظه من بكر بن غانم، و لعنت عليه.


الي أن جري بينهما ضربات و اختلفا بطعنات و صار بينهما مجادلة عظيمة شديدة الي أن التفت عي الي تحت ابطه و اذا درعه قد انخرق من تحت ابطه فضربه ضربة صار بها نصفين و عجل الله بروحه الي النار.

و روي: أنه قتل علي عطشه مائة و عشرين رجلا، ثم رجع الي أبيه و قد أصابه جراحات كثيرة، فقال:

يا أبه! العطش قد قتلني و ثقل الحديد قد أجهدني، فهل الي شربة ماء من سبيل أتقوي بها علي جهاد الأعداء؟

و في «مهيج الأحزان» عن حميد بن مسلم فقال: يا أباه! أثقلني الحديد و أخنقني العطش.

فبكي الحسين عليه السلام و قال: واغوثاه يا بني! اصبر قليلا يسقيك جدك شربة لا ظمأ بعدها [2] .

و في «البحار» قال: [يا بني! يعز علي محمد صلي الله عليه و آله و سلم و علي علي بن أبي طالب عليه السلام و علي أن تدعوهم فلا يجيبوك و تستغيث بهم فلا يغيثوك] يا بني! هات لسانك، فأخذ بلسانه، فمصه و دفع اليه خاتمه و قال: أمسكه في فيك و ارجع الي قتال عدوك، فاني أرجوا أنك لا تمسي حتي يسقيك جدك بكاسه الأوفي شربة لا تظمأ بعدها أبدا.

فرجع الي القتال و هو يقول:



الحرب قد بانت لها الحقائق

و ظهرت من بعدها مصادق



والله رب العرش؛ لا نفارق

جموعكم أو تغمد البوارق




فلم يزل يقاتل حتي قتل تمام المائتين [3] .

و قال المفيد رحمه الله في «ارشاده»:

ان أهل الكوفة يتقون قتله، فبصربه [مرة] بن منقذ العبدي لعنه الله فقال: علي آثام العرب لئن مر بي هذا الغلام يفعل مثل ما فعل ان لم أثكله أباه، فمر يشد علي الناس فاعترضه مرة بن منقذ و طعنه [4] .

و في رواية اخري في «البحار»: يكر كرة بعد كرة حتي رمي بسهم فوقع في حلقه فخرقه [5] .


پاورقي

[1] الدمعة الساکبة: 329 / 4: البحار: 43 / 45.

[2] البحار: 43 / 45.

[3] البحار: 44، 43 / 45.

[4] الارشاد: 106 / 2.

[5] البحار: 45 / 45.