بازگشت

شهادة القاسم بن الحسن


و قال الفاضل المتبحر المجلسي رحمه الله: قال حميد بن مسلم: كنت في عسكر عمر بن سعد لعنه الله، فكنت أنظر الي هذا الغلام عليه ازار و قميص و نعلان قد انقطع شسع أحدهما، ما أنسي أنه كان اليسري، فقال لي عمر بن سعد الأزدي: والله؛ لأشدن عليه.

فقلت: سبحان الله! و ما تريد بذلك؟ والله؛ لو ضربني ما بسطت اليه يدي، يكفيك [1] هؤلاء الذين تراهم قد احتوشوه.

قال: والله؛ لأفعلن، فشد عليه فما ولي حتي ضرب رأسه بالسيف، و وقع الغلام لوجهه [2] .

و في «المنتخب»: و ضربة شيبة بن سعد الشامي بالرمح علي ظهره، فأخرجه من صدره، فوقع القاسم عليه السلام يخوز بدمه، و قال: يا عم! أدركني [3] .

و في بعض الروايات: أنه كان عليه خمسة و ثلاثون سهما.


وفي رواية اخري: ثم ان سعيد بن عمرو شق بطنه، و يحيي بن وهب طعنه بالرمح.

قال في «البحار»: فجاء الحسين عليه السلام كالصقر المنقض [4] فتخلل الصفوف، وشد شدة الليث الحرب، فضرب عمر قاتله بالسيف، فاتقاه بيده فأطنها من المرفق فصاح [صيحة سمعها أهل العسكر] [5] .

ثم تنحي عنه، و حملت خيل أهل الكوفة ليستنقذوا عمر من الحسين عليه السلام، فاستقبلته بصدورها، و جرحته بحوافرها، و وطئته حتي مات، و انجلت الغبرة و اذا بالحسين عليه السلام قائم علي رأس الغلام، و هو يفحص برجله.

فقال الحسين عليه السلام: يعز والله؛ علي عمك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك فلا يعينك، أو يعينك فلا يغني عنك، بعدا لقوم قتلوك.

ثم احتمله علي صدره.

قال حميد: فكأني أنظر الي رجلي الغلام يخطان في الأرض وقد وضع صدره علي صدره، فقلت في نفسي: ما يصنع به؟ فجاء به حتي ألقاه بين القتلي من أهل بيته.

ثم قال: اللهم أحصهم عددا، و اقتلهم بددا، و لا تغادر منهم أحدا، و لا تغفر لهم أبدا، صبرا يا بني عمومتي! صبرا يا أهل بيتي! لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم أبدا.



پاورقي

[1] في البحار: يکفيه.

[2] البحار: 35 / 45.

[3] المنتخب: 366.

[4] النقض: الطائر اذا هوي في طيرانه، «منه رحمه الله».

[5] لم ترد في البحار.