بازگشت

خروج عابس الشاكري و مولاه


و قال محمد بن أبي طالب: و جاء عابس بن [أبي] شبيب الشاكري و معه شوذب مولي شاكر، فقال: يا شوذب! ما في نفسك أن تصنع؟

قال: ما أصنع؟ أقاتل حتي اقتل.

قال: ذاك الظن بك، فتقدم بين يدي أبي عبدالله عليه السلام حتي يحتسبك كما احتسب غيرك، فان هذا يوم ينبغي أن نطلب فيه الأجر بكل ما نقدر عليه، فانه لا عمل بعد اليوم، و انما هو الحساب.

تقدم علي الحسين عليه السلام و قال: يا أباعبدالله! أما والله؛ ما أمسي علي وجه الأرض قريب و لا بعيد أعز علي و لا أحب الي منك، و لو قدرت أن أدفع عنك الضيم أو القتل بشي ء أعز علي من نفسي و دمي لفعلت، السلام عليك يا أباعبدالله! اشهد أني علي هداك و هدي أبيك، ثم مضي بالسيف نحوهم.

قال ربيع بن تميم: فلما رأيته مقبلا عرفته، و قد كنت شاهدته في المغازي و كان أشجع الناس، فقلت: أيها الناس! هذا أسد الأسود، هذا ابن شبيب، لا يخرجن اليه أحد منكم.

فاخذ ينادي: ألا رجل؟ ألا رجل؟

فقال عمر بن سعد لعنه الله: أرضخوه [1] بالحجارة من كل جانب.

فلما رأي ذلك ألقي درعه و مغفره، ثم شد علي الناس، فوالله؛ لقد رأيته


يطرد [2] أكثر من مائتين من الناس، ثم انهم تعطفوا عليه من كل جانب فقتل، رضوان الله عليه.

فرأيت رأسه في أيدي رجال ذوي عدة، هذا يقول: أنا قتلته، و الاخر يقول: كذلك.

فقال عمر بن سعد لعنه الله، لا نختصموا هذا لم يقتله انسان واحد، حتي فرق بينهم بهذا القول [3] .


پاورقي

[1] أرضخ فلانا: راماه بالحجارة، «منه رحمه الله».

[2] الطرد: الاربعاد، «منه رحمه الله».

[3] البحار: 29، 28 / 45.