بازگشت

تحريض الحسين أصحابه علي القتال


و قال أبومخنف: فلما فرغ من صلاته حرصهم علي القتال و قال:

يا أصحابي! ان هذه الجنة قد فتحت أبوابها، و اتصلت أنهارها، و أينعت ثمارها، و زينت قصورها، و تألفت ولدانها و حورها، و هذا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و الشهداء الذين قتلوا معه و أبي و أمي يتوقعون [1] قدومكم و يتباشرون بكم، و هم مشتاقون اليكم، فحاموا عن دين الله، و ذبوا عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

قال: و خرجن النساء مهتكات الجيوب، و صحن:

يا معشر المسلمين! و يا عصبة المؤمنين! حاموا عن دين الله، و ذبوا عن


حرم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و عن امامكم ابن بنت نبيكم، فقد امتحنكم الله [تعالي بنا]، فأنتم جيراننا في جوار جدنا، و الكرام علينا، و أهل مودتنا، فدافعوا بارك الله فيكم عنا.

قال: فلما سمعوا ذلك، ضجوا بالبكاء و النحيب، و قالوا: أنفسنا [2] دون أنفسكم، و دمائنا دون دمائكم، و أرواحنا لكم الفداء، والله؛ لا يصل اليكم أحد بمكروه و فينا الحياة، و قد وهبنا للسيوف نفوسنا، و للطير أبداننا، فلعله تقيكم زلف الصفوف، و نشرب دونكم الحتوف، فقد فاز من كسب اليوم خيرا، و كان لكم من المنون [3] مجيرا [4] .


پاورقي

[1] لم ترد في الدمعة الساکبة: و امي.

[2] في الدمعة الساکبة: نفوسنا.

[3] المنون - بالفتح -: الدهر و الموت، و علي الأول فالمراد هنا حوادثه، و يصح هنا المعني الثاني أيضا [- کما ورد في الدمعة الساکبة -]، و ان لم يذکر في الترجمة، «منه رحمه الله».

[4] الدمعة الساکبه: 302 / 4.