بازگشت

حملة عمرو بن الحجاج و شمر في الميمنة و الميسرة


ثم حمل عمرو بن الحجاج لعنه الله في ميمنة من نحو الفرات، فاضطربوا ساعة، فانصرف و أصحابه و انقطعت الغبرة [1] .

و قال محمد بن أبي طالب: ثم حمل شمر بن ذي الجوشن لعنه الله في الميسرة، فثبتوا له، و طاعنونه، و حمل علي الحسين عليه السلام و أصحابه من كل جانب - كما في «الارشاد» [2] - و قاتلهم أصحاب الحسين عليه السلام قتالا شديدا، و انما هم اثنان و ثلاثون فارسا، فلا يحملون علي جانب من أهل الكوفة الا كشفوهم.

فدعا عمر بن سعد لعنه الله بالحصين بن نمير في خمسمائة من الرماة فاقتتلوا حتي دنوا من الحسين عليه السلام و أصحابه، فرشقوهم بالنبل، فلم يلبثوا أن عقروا خيولهم، و قاتلوهم حتي انتصف النهار، و اشتد القتال، و لم يقدروا أن يأتوهم الا من جانب واحد لاجتماع أبنيتهم، و تقارب بعضها من بعض.

فأرسل عمر بن سعد لعنه الله الرجال ليقوضوها عن أيمانهم و شمائلهم، ليحيطوا بهم و أخذ الثلاثة و الأربعة من أصحاب الحسين عليه السلام يتخللون فيشدون علي الرجل يعرض و ينهب، فيرمونه عن قريب فيصرعونه فيقتلونه.

فقال ابن سعد لعنه الله: احرقوها بالنار، فأضرموا فيها النار.

فقال الحسين عليه السلام: دعوهم ليحرقوها، فانهم اذا فعلوا ذلك لم يجوزوا اليكم، فكان كما قال عليه السلام.


و قيل: أتاه شبث بن ربعي فقال: أفزعنا النساء ثكلتك أمك! فاستحيا و أخذوا لا يقاتلونهم الا من وجه واحد، فشدوا أصحاب زهير بن القين، فقتلوا أبا عذرة الضبابي من أصحاب شمر لعنه الله فلم يزل يقتل من أصحاب الحسين عليه السلام الواحد و الاثنان، فبين ذلك فيهم، لقلتهم، و يقتل من أصحاب عمر العشرة، فلا يبين ذلك لكثرتهم.


پاورقي

[1] البحار: 20، 19 / 45، مع اختلاف يسير.

[2] الارشاد: 104 / 2.