بازگشت

مبارزة مسلم بن عوسجة و شهادته و وصيته لحبيب


ثم برز من بعده مسلم بن عوسجة رحمه الله و هو يرتجز:



ان تسألوا عني فاني ذو لبد

من فرع قوم من ذري بني أسد



فمن بغانا حائد عن الرشد

و كافر بدين جبار صمد



ثم قاتل قتالا شديدا، فسقط الي الأرض وبه رمق، فمشي اليه الحسين عليه السلام


و معه حبيب بن مظاهر، فقال له الحسين عليه السلام: رحمك الله يا مسلم! (فمنهم من قضي نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا) [1] .

ثم دني منه حبيب فقال: يعز علي مصرعك يا مسلم! أبشر بالجنة.

فقال له قولا ضعيفا: بشرك الله بخير.

فقال له حبيب: لولا أعلم أني في الأثر لأحببت أن توصي الي بكل ما أهمك.

فقال له مسلم: فاني أوصيك بهذا - و أشار الي الحسين عليه السلام - فقاتل دونه حتي تموت.

فقال حبيب: لأنعمنك [2] عينا، ثم مات، رضوان الله عليه.

قال: و صاحت جارية له: يا سيداه! يابن عوسجتاه!

فنادي أصحاب ابن سعد لعنه الله مستبشرين: قد قتلنا مسلم بن عوسجة.

فقال شبث بن ربعي لبعض من حوله: ثكلتكم أمهاتكم! أما انكم تقتلون أنفسكم بأيديكم و تذلون عزكم، أتفرحون بقتل مسلم بن عوسجة؟ أما و الذي أسلمت له لرب موقف له في المسلمين كريم، لقد رأيته يوم آذربيجان قتل ستة من المشركين قبل أن تلتأم خيول المشركين [3] .



پاورقي

[1] الأحزاب:23.

[2] في البحار: لأنعمتک.

[3] البحار: 20 - 18 / 45، و فيه: خيول المسلمين.