بازگشت

خروج وهب بن حباب الكبي


قال الفاضل المجلسي عليه السلام: ثم برز من بعده وهب بن عبدالله بن حباب الكلبي، و قد كانت معه أمه يومئذ، فقالت: قم يا بني! فانصر ابن بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

فقال: أفعل يا أماه! و لا أقصر، فبرز و هو يقول:



ان تنكروني فأنا ابن الكلب

سوف تروني و ترون ضربي



و حملتي و صولتي في الحرب

ادرك ثأري بعد ثأر صحبي



و أدفع الكرب أمام الكرب

ليس جهادي في الوغي باللعب



ثم حمل فلم يزل يقاتل حتي قتل منهم جماعة، فرجع الي امه و امرأته فوقف عليهما فقال: يا اماه! أرضيت؟

فقالت: ما رضيت أو تقتل بين يدي الحسين عليه السلام.

فقالت امرأته: بالله؛ لا تفجعني في نفسك.

فقالت امه: يا بني! لا تقبل قولها و ارجع، فقاتل بين يدي ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فيكون غدا في القيامة شفيعا لك بين يدي الله، فرجع قائلا:



اني زعيم لك ام وهب

بالطعن مني تارة و الضرب



ضرب غلام مؤمن بالرب

حتي يذيق القوم مر الحرب



اني امرؤ ذو مرة و عضب

و لست بالخوار عند النكب



حسبي الهي من عليم حسبي

قال: فلم يزل يقاتل حتي قتل منهم تسعة عشر فارسا و اثني عشر راجلا،




ثم قطعت يداه، فأخذت امرأته عمودا و أقبلت نحوه و هي تقول: فداك أبي و امي قاتل دون الطيبين حرم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

فأقبل كي يردها الي النساء، فأخذت بجانب ثوبه، و قالت: لن أعود أو أموت معك.

فقال الحسين عليه السلام: جزيتم من أهل بيتي خيرا، ارجعي الي النساء رحمك الله، فانصرفت.

و جعل يقاتل حتي قتل، رضوان الله عليه.

قال: فذهبت امرأته تمسح الدم عن وجهه، فبصر بها شمر لعنه الله، فأمر غلاما له فضربها بعمود كان معه و قتلها، و هي أول امرأة قتلت في عسكر الحسين عليه السلام.

قال: و رأيت حديثا أن وهبا هذا كان نصرانيا، فأسلم هو و امه علي يدي الحسين عليه السلام، فقتل في المبارزة أربعة و عشرين راجلا و اثني عشر فارسا، ثم اخذ أسيرا فأتي به عمر بن سعد لعنه الله فقال: ما أشد صولتك! ثم أمر فضربت عنقه و رمي برأسه الي عسكر الحسين عليه السلام.

فأخذت امه الرأس فقبلته، ثم رمت به الي عسكر ابن سعد لعنه الله فأصابت به رجلا، فقتلته، ثم شدت بعمود الفسطاط، فقتلت رجلين.

فقال لها الحسين عليه السلام: ارجعي يا ام وهب! أنت و ابنك مع جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فان الجهاد مرفوع عن النساء.

فرجعت و هي تقول: الهي لا تقطع رجائي.

فقال لها الحسين عليه السلام: لا يقطع الله رجائك يا أم وهب [1] .



پاورقي

[1] البحار: 17، 16 / 45.