بازگشت

كلام الحر مع القوم و وعظه


و قال المفيد رحمه الله: فاستقدم أمام الحسين عليه السلام، فقال: يا أهل الكوفة! لأمكم الهبل [1] و العبر، أدعوتم هذا العبد الصالح حتي اذا أتاكم أسلمتموه؟ و زعمتم أنكم قاتلتم أنفسكم [2] دونه، ثم غدرتم [3] عليه لتقتلوه؟ و أمسكتم بنفسه، و أخذتم بكلكله [4] ، و أحطتم به من كل جانب لتمنعوه التوجه الي بلاد الله


العريضة.

فصار كالأسير في أيديكم، لا يملك لنفسه نفعا، و لا يدفع عنها ضرا، و جلأتموه [5] و نسائه و صبيته و أهله عن ماء الفرات الجاري تشربه اليهود و النصاري و المجوس، و تمرغ فيه خنازير السواد و كلابهم، و هاهم قد صرعهم العطش.

بئسما خلفتم محمدا صلي الله عليه و آله و سلم في ذريته، لا سقاكم الله يوم الظمأ [الأكبر] .

فحمل عليه رجال يرمونه بالنبل، فأقبل حتي وقف أمام الحسين عليه السلام [6] .


پاورقي

[1] الهبل - بالتحريک -: مصدر قولک: هبلته امه أي: ثکلته، (قاله المجلسي رحمه الله).

[2] في الارشاد و البحار: قاتلو أنفسکم.

[3] في الارشاد و البحار: عدوتم.

[4] في الارشاد: بکظمه، قال العلامة المجلسي رحمه الله: الکلکل: الصدر، و في بعض النسخ: بکظمه، و هو بالتحريک: مخرج النفس، و هو أظهر.

[5] في الارشاد و البحار: و حلأتموه، و حلأه عن الماء: طرده و لم يدعه يشرب. (الصحاح: 45 / 1).

[6] الارشاد: 2 / 100 و 101.