بازگشت

مكالمته مع ابن سعد


قال: ثم قال عليه السلام: أين عمر بن سعد لعنه الله؟ أدعو لي عمر.

فدعي له، و كان كارها لا يحب أن يأتيه، فقال:

يا عمر! أن تقتلني و تزعم أن يوليك الدعي ابن الدعي بلاد الري و جرجان؟ و الله؛ لا تتهنأ بذلك أبدا، عهدا معهودا، فاصنع ما أنت صانع، فانك لا تفرح بدنيا و لا آخرة، و كأني برأسك علي قصبة قد نصب بالكوفة، يتراماه الصبيان و يتخذونه غرضا بينهم.

فاغتاظ عمر من كلامه، ثم صرف بوجهه عنه، و نادي بأصحابه: ما تنتظرون به؟ احملوا بأجمعكم انما هي اكلة واحدة.

ثم ان الحسين عليه السلام دعا بفرس رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم المرتجز، فركبه [1] .

و في «أمالي الصدوق» باسناده عن علي بن الحسين عليه السلام أنه قال:


و عبأ أصحابه تعبئة الحرب، و أمر بحفيرته التي حول عسكره، فأضرمت بالنار ليقاتل القوم من وجه واحد.

فأقبل رجل من عسكر عمر بن سعد علي فرس له يقال له: ابن أبي جويرية المزني، فلما نظر الي النار تتقد صفق بيديه و نادي: يا حسين! و يا أصحاب الحسين! ابشروا بالنار فقد تعجلتموها في الدنيا.

فقال الحسين عليه السلام: من الرجل؟

فقالوا: ابن جويرية.

فقال الحسين عليه السلام: اللهم أذقه عذاب النار في الدنيا.

فنفر به فرسه و ألقاه في تلك النار، فاحترق.

ثم برز من عسكر ابن سعد لعنه الله رجل آخر يقال له: تميم بن حصين الفزاري، فنادي: يا حسين! و يا أصحاب الحسين! أما ترون الي ماء الفرات يلوح كأنه بطون الحيات، والله؛ لا ذقتم منه قطرة حتي تذوقوا الموت جزعا.

فقال الحسين عليه السلام: من الرجل؟

فقيل له: تيمم بن حصين.

فقال الحسين عليه السلام: هذا و أبوه من أهل النار، اللهم اقتل هذا عطشا في هذا اليوم.

قال: فخنقه العطش حتي سقط عن فرسه، فوطئته الخيل بسنابكها، فمات.

ثم أقبل آخر من عسكر عمر بن سعد لعنه الله يقال له: محمد بن أشعث بن قيس الكندي، فقال: يا حسين بن فاطمة! أية حرمة لك من رسول الله ليست لغيرك؟


فتلا الحسين عليه السلام هذه الاية: (ان الله اصطفي آدم و نوحا و آل ابراهيم و آل عمران علي العالمين - ذرية بعضها من بعض) [2] .

ثم قال: والله؛ ان محمدا صلي الله عليه و آله و سلم لمن آل ابراهيم، و ان العترة الهادية لمن آل محمد، من الرجل؟

فقيل: محمد بن أشعث بن قيس الكندي.

فرفع الحسين عليه السلام رأسه الي السماء فقال: اللهم أذل محمد بن الأشعث في هذا اليوم ذلا لا تعزه بعد هذا اليوم أبدا.

فعرض له عارض، فخرج من العسكر يتبرز فسلط الله عليه عقربا فلدغته، فمات بادي العورة.

و بلغ العطش من الحسين عليه السلام و أصحابه [3] .

و في «المنتخب»: فدعي بأخيه العباس عليه السلام و قال له: أجمع أهل بيتك واحفر بئرا، ففعلوا ذلك فطموها، ثم حفروا بئرا أخري فطموها، فتزايد العطش عليهم [4] .

و في «مسند البتول» عن المفضل قال: قال أبوعبدالله عليه السلام:

لما منع الحسين عليه السلام و أصحابه الماء نادي فيهم: من كان ظمئآن فليجي ء.

فأتاه رجل رجل من أصحابه، و يجعل ابهامه في راحة واحدهم، فلم يزل يشربه الرجل بعد الرجل حتي ارتووا.


فقال بعضهم لبعض: والله؛ لقد شربنا شرابا ما شربه أحد من العالمين [5] .


پاورقي

[1] البحار: 10 - 8 / 45.

[2] آل عمران: 34، 33.

[3] أمالي الصدوق: 222، 221، المجلس 30.

[4] المنتخب: 430.

[5] الدمعة الساکبة: 286 / 4.