بازگشت

كلام برير مع القوم و وعظه


قال الفاضل المجلسي رحمه الله: قال محمد بن أبي طالب: و ركب أصحاب عمر بن سعد لعنه الله فقرب الي الحسين عليه السلام فرسه، فاستوي عليه و تقدم نحو القوم في نفر من أصحابه، و بين يديه برير بن خضير، فقال له الحسين عليه السلام: كلم القوم.

فتقدم برير، فقال: يا قوم! اتقوا الله، فان ثقل محمد صلي الله عليه و آله و سلم قد أصبح بين أظهركم، هؤلاء ذريته و عترته و بناته و حرمه، فهاتوا ما عندكم، و ما الذي تريدون أن تصنعوه بهم؟

فقالوا: نريد أن نمكن منهم الأمير ابن زياد، فيري رأيه فيهم.

فقال لهم برير: أفلا تقبلون منهم أن يرجعوا الي المكان الذي جاؤوا منه؟ ويلكم يا أهل الكوفة! أو نسيتم كتبكم و عهودكم التي أعطيتموها و أشهدتم الله عليها؟ يا ويلكم! أدعوتم أهل بيت نبيكم و زعمتم أنكم تقلتون أنفسكم دونهم حتي اذا أتوكم أسلمتموهم الي ابن زياد لعنه الله و حلأتموهم عن ماء الفرات؟ بئس ما خلفتم نبيكم في ذريته، مالكم لا سقاكم الله يوم القيامة؟ فبئس القوم أنتم.

فقال له نفر منهم: [يا هذا!] ما ندري ما تقول؟

فقال برير: الحمد لله الذي زادني فيكم بصيرة، اللهم اني أبرء اليك من فعال هؤلاء القوم، اللهم ألق بأسهم بينهم، حتي يلقوك و أنت عليهم غضبان.

فجعل القوم يرمونه بالسهام، فرجع برير الي ورائه.