بازگشت

كتاب عبدالله بن جعفر مع ابنيه


فمضي معه قوم، و امتنع آخرون، و ألحقه [1] عبدالله بن جعفر رضي الله عنه بابنيه عون و محمد و كتب علي أيديهما كتابا يقول فيه:


أما بعد؛ فاني أسألك بالله لما انصرفت حين تنظر في كتابي هذا، فاني مشفق علي من هذا الوجه الذي توجهت له، أن يكون فيه هلاكك و استيصال [2] أهل بيتك، و ان هلكت اليوم طفي نور الأرض، فانك علم المهتدين، و رجاء المؤمنين، و لا تعجل [3] بالسير، فاني في أثر كتابي، و السلام.

و صار عبدالله بن جعفر الي عمرو بن سعيد و سأله أن يكتب الي الحسين عليه السلام أمانا و يمنيه ليرجع عن وجهه، فكتب اليه عمرو بن سعيد كتابا يمنيه [فيه] الصلة و يؤمنه علي نفسه، و أنفذه مع أخيه يحيي بن سعيد، فلحقه يحيي و عبدالله بن جعفر بعد نفوذ ابنيه، و دفعا اليه الكتاب و جهدا به في الرجوع، فقال:

اني رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في المنام، و أمرني بما أنا ماض له.

فقالوا له: ما تلك الرؤيا؟

فقال: ما حدثت أحدا بها، و لا أنا محدث بها أحدا حتي ألقي ربي عزوجل.

فلما يئس منه عبدالله بن جعفر أمر ابنيه عونا و محمدا بلزومه، و المسير معه، و الجهاد [4] دونه، و رجع مع يحيي بن سعيد الي مكة.

و توجه الحسين عليه السلام الي العراق مغذا [5] لا يلوي علي شي ء حتي نزل ذات عرق [6] .



پاورقي

[1] النسخة کذا، و الظاهر لحقه أو ابنيه، «منه رحمه الله».

[2] استأصل الشي‏ء: اذا قطعه من أصله. «منه رحمه الله».

[3] عجل عجلا؛ من باب تعب: أسرع، مجمع، «منه رحمه الله».

[4] الجهاد - بالکسر - القتال مع العدوان، «منه رحمه الله».

[5] أغذ في السير: أسرع، «منه رحمه الله».

[6] الارشاد: 2 / 68 و 69، عنه البحار: 366، 365 / 44.