بازگشت

شهادة مسلم


ثم قال ابن زياد لعنه الله: اصعدوا به فوق القصر، فاضربوا عنقه، ثم أتبعوه جسده.

فقال مسلم عليه السلام: والله؛ لو كان بيني و بينك قرابة ما قتلتني.

فقال ابن زياد لعنه الله: أين هذا الذي ضرب ابن عقيل رأسه بالسيف؟

فدعي بكر بن حمران الأحمري، فقال له: اصعد فلتكن أنت الذي تضرب عنقه.


فصعد به، و هو يكبر الله و يستغفر الله و يصلي علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و يقول:

اللهم احكم بيننا و بين قوم غرونا و كذبونا و خذلونا.

و أشرفوا به علي موضع الحذائين اليوم، فضرب عنقه، و أتبع رأسه جسده [1] ، انتهي.

قال السيد - بعد أن ذكر بعض ما مر -: فضرب عنقه و نزل مذعورا، فقال له ابن زياد لعنه الله: ما شأنك؟

فقال: أيها الأمير! رأيت ساعة قتله رجلا أسودا شني ء الوجه [2] حذاي عاضا علي أصبعه - أو قال: شفتيه - ففزعت منه فزعا لم أفزعه قط.

فقال ابن زياد: لعلك دهشت [3] ، انتهي.

و في رواية اخري: أنه لما شاهد ذلك قبل أن يقتله يبست يده، فلما اخبر ابن زياد بذلك دعاه و استعلم منه ذلك، فتبسم، و قال لما أردت أن تفعل خلاف عادتك دهشت، و تخيل لك ذلك، فأرسل ابن زياد لعنه الله رجلا غيره الي أعلي القصر، فلما أراد قتله رأي النبي صلي الله عليه و آله و سلم قد تصور [4] له، فدهش و مات من ساعته، فأرسل ابن زياد لعنه الله الشامي الملعون فقتله، رواه المجلسي رحمه الله في «الجلاء» [5] .


و روي في «البحار» عن المسعودي قال: دعي ابن زياد لعنه الله بكر بن حمران الذي قتل مسلما، [فقال:] أقتلته؟

قال: نعم.

قال: فما كان يقول و أنتم تصعدون به لتقتلوه؟

قال: كان يكبر و يسبح و يهلل، فلما أدنيناه لنضرب عنقه، قال:

اللهم احكم بيننا و بين قوم غرونا و كذبونا ثم خذلونا فقتلونا.

فقلت له: ألحمد لله الذي أقادني منك و ضربت ضربة لم تعمل شيئا.

فقال لي: أو ما يكفيك في خدش مني وفاء بدمك أيها العبد؟

قال ابن زياد لعنه الله: و فخرا عند الموت؟

قال: و ضربته الثانية فقتلته [6] .


پاورقي

[1] الارشاد: 63 - 59 / 2، المنتخب: 416 و 417، البحار: 357 - 350 / 44، مع اختلاف يسير في الألفاظ بين المصادر.

[2] في بعض نسخ المصدر و البحار: سيي‏ء الوجه.

[3] اللهوف: 122، البحار: 357 / 44.

[4] تصورت الشي‏ء: توهمت صورة فتصور لي، «منه رحمه الله».

[5] جلاء العيون: 531 و 532.

[6] البحار: 358 / 44.