بازگشت

دخول مسلم الكوفة


ثم أقبل حتي دخل الكوفة، فنزل في دار المختار بن أبي عبيدة، و هي التي [تدعي] اليوم دار مسلم [1] بن المسيب، و أقبلت الشيعة تختلف اليه، فكلما اجتمع اليه منهم جماعة، قرء عليهم كتاب الحسين عليه السلام و هو يبكون، و بايعه الناس حتي بايعه منهم ثمانية عشر ألفا.

فكتب مسلم رحمته الله الي الحسين عليه السلام يخبره ببيعة ثمانية عشر ألفا و يأمره بالقدوم، و جعلت الشيعة تختلف الي مسلم بن عقيل عليه السلام حتي علم بمكانه.

فبلغ النعمان بن بشير ذلك - و كان واليا علي أهل الكوفة من قبل معاوية، فأقره يزيد عليها - فصعد المنبر فحمد الله و أثني عليه ثم قال:

أما بعد؛ فاتقوا الله - عباد الله - و لا تسارعوا الي الفتنة و الفرقة، فان فيها تهلك الرجال، و تسفك الدماء، و تغصب الأموال، اني لا اقاتل من لا يقاتلني، و لا آتي علي من لم يأت علي، و لا انبه نائمكم، و لا أتحرش بكم، و لا آخذ بالقرف، و لا الظنة، و لا التهمة، و لكنكم ان أبديتم صفحتكم لي، و نكثتم بيعتكم، و خالفتم امامكم، فوالله الذي لا اله الا هو، لأضربنكم بسيفي ما ثبت قائمة في يدي، و لم يكن لي [منكم] ناصر، أما اني أرجو أن يكون من يعرف الحق منكم أكثر ممن يرديه الباطل.

فقام اليه عبدالله بن مسلم بن ربيعة الحضرمي حليف بني امية، فقال له: انه


لت يصلح ما تري الا الغشم، و هذا الذي أنت عليه فيما بينك و بين عدوك رأي المستضعف [2] .

فقال له النعمان: أن أكون من المستضعفين في طاعة الله أحب الي من أن أكون من الأعزين في معصية الله، ثم نزل.

و خرج عبدالله بن مسلم فكتب الي يزيد لعنه الله بن معاوية لعنهما الله كتابا: أما بعد؛ فان مسلم بن عقيل قد قدم الكوفة و بايعته الشيعة للحسين بن علي بن أبي طالب، فان يكن لك في الكوفة حاجة فأبعث اليها رجلا قويا ينفذ أمرك، و يعمل مثل عملك في عدوك، فان النعمان بن بشير رجل ضعيف أو [هو] يتضعف.

ثم كتب اليه عمارة بن عقبة بنحو من كتابه، ثم كتب اليه عمر بن سعد بن أبي وقاص مثل ذلك.


پاورقي

[1] في الارشاد: سلم.

[2] في الارشاد و البحار: المستضعفين.