بازگشت

ارسال الامام الحسين مسلم الي الكوفة


قال الفاضل المجلسي رحمه الله: لما بلغت رسل أهل الغدر الي الغاية، و تجاوزت صحف ذوي المكر النهاية، دعا الحسين عليه السلام ابن عمه مسلم بن عقيل عليه السلام، و كان مبرزا من بين أقرانه بالشجاعة و السخاوة، و مميزا بمزيد العلم و وفور العقل و حسن التدبير، و أرسله الي الكوفة ليأخذ له البيعة عليهم [1] .

قال المفيد رحمه الله: فسرحه مع قيس بن مسهر الصيداوي و عمارة بن عبدالله السلولي، و عبدالرحمان بن عبدالله الأزدي [2] ، و أمره بالتقوي [3] و كتمان أمره و اللطف فان رأي الناس مجتمعين مستوسقين عجل اليه بذلك.

فأقبل مسلم عليه السلام حتي أتي المدينة، فصلي في مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و ودع من أحب من أهله، و استأجر دليلين من قيس، فأقبلا به يتنكبان الطريق، فضلا عن الطريق، و أصابهما عطش شديد، فعجزا عن السير، فأومئا له علي سنن الطريق بعد أن لاح لهم ذلك، فسلك مسلم عليه السلام ذلك السنن، و مات الدليلان عطشا.

فكتب مسلم بن عقيل رحمه الله من الموضع المعروف بالمضيق مع قيس بن مسهر:


أما بعد؛ فاني أقبلت من المدينة مع دليلين [لي] فحاذا عن الطريق فضلا، و اشتد علينا العطش فلم يلبثا أن ماتا، و أقبلنا حتي انتهينا الي الماء، فلم ننج الا بحشاشة أنفسنا، و ذلك الماء بمكان يدعي: «المضيق» من بطن الخبت، و قد تطيرت من توجهي هذا، فان رأيت أعفيتني منه [4] و بعث غيري، و السلام.

فكتب اليه الحسين عليه السلام:

أما بعد؛ فقد خشيت [5] أن لا يكون حملك علي الكتاب الي في الاستعفاء من الوجه الذي وجهتك له الا الجبن، فامض لوجهك الذي وجهتك فيه، و السلام.

فلما قرأ مسلم الكتاب قال: أما هذا فلست أتخوفه علي نفسي.

فأقبل حتي مر بماء لطي، فنزل به، ثم ارتحل عنه، فاذا رجل يرمي الصيد، فنظر اليه قد رمي ظبيا حين أشرفت له فصرعه، فقال مسلم بن عقيل: نقتل عدونا، ان شاء الله تعالي.



پاورقي

[1] جلاء اليعون: 520.

[2] في الارشاد: الأرحبي.

[3] فيه: بتقوي الله.

[4] عنه، خ ل.

[5] في البحار: حسبت.