بازگشت

رؤياه النبي


فلما كانت الليلة الثانية، خرج الي القبر أيضا و صلي ركعات، فلما فرغ من صلاته جعل يقول:

اللهم هذا قبر نبيك محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و أنا ابن بنت نبيك، و قد حضرني من الأمر قد علمت.

اللهم اني احب المعروف و انكر المنكر، و أنا أسألك يا ذالجلال و الاكرام بحق القبرر و من فيه الا اخترت لي ما هو لك رضي، و لرسولك رضي.

قال: ثم جعل يبكي عند القبر حتي اذا كان قريبا من الصبح وضع رأسه علي القبر فاغفي، فاذا هو برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قد أقبل في كتيبة من الملائكة عن يمينه و عن شماله و بين يديه حتي ضم الحسين عليه السلام الي صدره و قبل بين عينيه، و قال:

حبيبي يا حسين! كأني أراك عن قريب مرملا بدمائك، مذبوحا بارض كرب و بلاء، من عصابة من امتي، و أنت مع ذلك عطشان لا تسقي، و ظمآن لا تروي، و هم مع ذلك يرجون شفاعتي يوم القيامة، لا أنالهم الله شفاعتي.

حبيبي يا حسين! ان أباك و امك و أخاك قدموا علي و هم مشتاقون اليك، و ان لك في الجنات لدرجات لن تنالها الا بالشهادة.

قال: فجعل الحسين عليه السلام في منامه ينظر الي جده و يقول: يا جداه! لا حاجة لي في الرجوع الي الدنيا، فخذني اليك و أدخلني معك في قبرك.

فقال له رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: لابد لك من الرجوع الي الدنيا حتي ترزق


الشهادة، و ما قد كتب الله لك فيها من الثواب العظيم، فانك و أباك و أخاك و عمك و عم أبيك تحشرون يوم القيامة في زمرة واحدة، حتي تدخلوا الجنة.

قال: فانتبه الحسين عليه السلام من نومه فزعا مرعوبا، فقص رؤياه علي أهل بيته و بني عبدالمطلب، فلم يكن في ذلك اليوم في مشرق و لا مغرب قوم اشد غما من أهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و لا أكثر باك و لا باكية منهم.