بازگشت

موت معاوية و البيعة ليزيد


في «الأمالي» عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام: لما حضرت معاوية الوفادة دعا ابنه يزيد لعنه الله و أجلسه بين يديه و قال له: يا بني! اني قد ذللت لك الرقاب الصعاب، و وطأت لك البلاد، و جعلت الملك و ما فيه لك طعمة، و اني أخشي عليك من ثلاثة نفر يخالفون عليك بجهدهم و هم: عبدالله بن عمر بن الخطاب، و عبدالله بن الزبير، و الحسين بن علي عليهماالسلام.

فأما عبدالله بن عمر؛ فهو معك فألزمه و لا تدعه.

و أما عبدالله بن الزبير؛ فقطعه ان ظفرت به اربا اربا، فانه يجثو لك كما يجثو الأسد لفريسته، و يوار بك مواربة الثعلب للكلب.

و أما الحسين بن علي عليهماالسلام؛ فقد عرفت حظه من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و هو من لحم رسول الله و دمه، و قد علمت لا محالة أن أهل العراق سيخرجونه اليهم، ثم يخذلونه و يضيعونه، فان ظفرت به فأعرف حقه و مزلته من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و لا تؤاخذه بفعله، و مع ذلك فان لنابه خلطة و رحما، فاياك أن تناله بسوء أو يري منك مكروها، الحديث. [1] .

قال المجلسي رحمه الله في «البحار»: و كان غرض معاوية لعنه الله من هذا


الكلام حفظ المملكة و السلطنة ليزيد لعنه الله، لأنه لدهائه يعلم أن يزيد لعنه الله لو أراد الحسين عليه السلام بسوء لم يستقل ملكه، و لا نحرفت الناس عنه، و لم يكن هذا القول منه تقربا الي الله و الي رسوله صلي الله عليه و آله و سلم و لا شفقة علي الحسين عليه السلام، لأنه لعنه الله كان زنديقا لا يعتقد برب و لا برسول. [2] .

في «البحار» روي الفاضل المجلسي رحمه الله و الشيخ المفيد في «الارشاد»، و السيد بن طاووس في «اللهوف» و غيرهم: أنه لما مات معاوية و ذلك للنصف من شهر رجب سنة ستين من الهجرة تولي الأمر بعده ابنه يزيد لعنه الله فكتب الي الوليد بن [عتبة بن] أبي سفيان، و كان علي المدينة من قبل معاوية لعنه الله أن يأخذ البيعة له من أهل المدينة عامة، و خاصة علي الحسين عليه السلام، و لا يرخص له في التأخير عن ذلك، و ان أبي عليك، فاضرب عنقه، و ابعث الي برأسه.

فأحضر الوليد مروان و استشاره في أمر الحسين عليه السلام فقال: انه لا يقبل، و لو كنت مكانك لضربت عنقه.

فقال الوليد: ليتني لم أكن شيئا مذكورا [3] .

و في «الارشاد» قال المفيد رحمه الله: فأنفذ الوليد الي الحسين عليه السلام في الليل فاستدعاه، فعرف الحسين عليه السلام الذي أراد، فدعا جماعة من مواليه، و أمرهم بحمل السلاح، و قال لهم:

ان الوليد رحمه الله قد استدعاني في هذا الوقت، و لست آمن أن يكلفني فيه أمرا لا اجيبه اليه، و هو غير مأمون، فكونوا معي، فاذا دخلت عليه فاجلسوا


علي الباب، فان سمعتم صوتي قد علا فادخلوا عليه لتمنعوه مني.

فصار الحسين عليه السلام الي الوليد بن عتبة، فوجد عنده مروان بن الحكم، فنعي اليه الوليد معاوية، فاسترجع الحسين عليه السلام، ثم قرأ عليه كتاب يزيد لعنه الله و ما أمر فيه من أخذ البيعة منه [له].

فقال الحسين عليه السلام: اني لا أراك تقنع بيعتي ليزيد لعنه الله سرا حتي ابايعه جهرا، فيعرف ذلك الناس.

فقال له الوليد: أجل.

فقال له الحسين عليه السلام: فتصبح و تري رأيك في ذلك.

فقال له الوليد: انصرف علي اسم الله تعالي حتي تأتينا مع جماعة الناس.

فقال له مروان: [و الله] لئن فارقك الحسين عليه السلام الساعة و لم تبايع لا قدرت منه علي مثلها أبدا حتي تكثر القتلي بينكم و بينه، احبس الرجل و لا يخرج من عندك حتي يبايع أو تضرب عنقه.

فوثب الحسين عليه السلام عند ذلك و قال: أنت يابن الزرقاء! تقتلني أم هو؟ كذبت و الله؛ و أثمت [4] .

قال: قال ابن شهر آشوب: ان مروان جرد سيفه و قال: مر سيافك أن يضرب عنقه قبل أن يخرج من الدار، و دمه في عنقي، و ارتفعت الضجة عليه السلام فهجم تسعة عشر رجلا من أهل بيته و قد انتضوا خناجرهم، فخرج الحسين [5] معهم، و وصل الخبر الي يزيد، فعزل الوليد و ولاها مروان. [6] .


قال المفيد رحمه الله: و خرج عليه السلام يمشي و معه مواليه حتي أتي منزله.

فقال مروان للوليد: عصيتني لا و الله؛ لا يمكنك مثلها من نفسه أبدا.

فقال الوليد: ويح لغيرك يا مروان! انك اخترت لي التي فيها هلاك ديني و دنياي، و الله؛ ما احب أن لي ما طلعت عليه الشمس و غربت عنه من مال الدنيا و ملكها و اني قد قتلت حسينا، سبحان الله! أقتل حسينا لما أن قال لا ابايع، و الله؛ اني لأظن أن أمرءا يحاسب بدم الحسين عليه السلام لخفيف الميزان عندالله يوم القيامة.

فقال [له] مروان: اذا كان هذا رأيك فقد أصبت فيما صنعت، يقول هذا و هو غير الحامد له علي رأيه. [7] .

و قال السيد رحمه الله: فلما أصبح الحسين عليه السلام خرج من منزله يستمع الأخبار، فلقيه مروان بن الحكم لعنه الله فقال له: يا أباعبدالله! اني لك ناصح، فأطعني ترشد.

[فقال الحسين عليه السلام: و ما ذاك؟ قال حتي أسمع.

فقال مروان: اني آمرك ببيعة يزيد أميرالمؤمنين!! فانه خير لك في دينك و دنياك] [8] .

فقال الحسين عليه السلام: انا لله و انا اليه راجعون، و علي الاسلام السلام، اذ قد بليت الامة براع مثل يزيد، و لقد سمعت جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول:

الخلافة محرمة علي آل أبي سفيان.

و طال الحديث بينه و بين مروان لعنه الله حتي انصرف مروان، و هو غضبان. [9] .


و في «البحار»: قال محمد بن أبي طالب الموسوي:

و خرج الحسين عليه السلام من منزله ذات ليلة، و أقبل الي قبر جده صلي الله عليه و آله و سلم، فقال:

ألسلام عليك يا رسول الله، أنا الحسين بن فاطمة فرخك و ابن فرختك، و سبطك الذي خلفتني في امتك، فاشهد عليهم يا نبي الله أنهم قد خذلوني، و ضيعوني و لم يحفظوني، و هذه شكواي اليك حتي ألقاك.

قال: ثم قام فصف قدميه فلم يزل راكعا و ساجدا.

قال: و أرسل الوليد الي منزل الحسين عليه السلام لينظر أخرج من المدينة أم لا؟ فلم يصبه في منزله، فقال: ألحمد لله الذي خرج و لم يبتلني بدمه.

قال: و رجع الحسين عليه السلام الي منزله عند الصبح. [10] .



پاورقي

[1] أمالي الصدوق، 215 ح 239 المجلس 30، البحار: 310 / 44 ح 1، مع اختلاف يسير في الألفاظ.

[2] البحار: 100 / 45، جلاء العيون: 510، مع اختلاف.

[3] الارشاد: 32 / 2، اللهوف: 96 و 97، البحار: 324 / 44 ضمن ح 2، مع اختلاف.

[4] الارشاد: 2 / 32 و 33، البحار: 324 / 44.

[5] في المصدر: الصيحة.

[6] المناقب: 88 / 4.

[7] الارشاد: 33 / 2، البحار: 326 - 325 / 44.

[8] أثبتناه من المصدر و البحار.

[9] اللهوف: 98 و 99، البحار: 326 / 4.

[10] البحار: 44 / 327 و 328.