بازگشت

مقدمة المؤلف


بسم الله الرحمن الرحيم أحمدك يا من جعل عبرات الباكين ذريعة للتائق في رياض رضوانه، وصير حزن الصالحين وسيلة للوصول الي روحه و ريحانه، حمدا يدوم بدوام الأعصار و الدهور، و يتكرر بتكرر الأنفاس في الصدور.

و اصلي و اسلم علي نبينا محمد صلي الله عليه و آله و سلم خير من مشي في ساحة الرسالة و الهداية، و أنار في ملك النبوة بكل اعجاز و آية، و علي آله و أولاده عليهم السلام خير آل و أولاد الذين هم تراجمة وحي الله، و حججه علي العباد.

أما بعد؛ فاني طالما كنت أتمني أن افتلذ فرصة من الحدثان، و اختلس نهزة من الدهر الخوان، فأصرف شطرا من عمري، وسطرا من دهري في التصفح في كتب المقاتل و الأخبار، و أطلق عنان العين في ميدان دفاتر العلماء الأخيار، فأجمع نبذا من رزايا خامس أهل الكساء، حجة الله علي الوري، سيد الكونين، امام الثقلين، أبي عبدالله الحسين صلوات الله و سلامه عليه و أجعله ذخيرة لليوم الموعود، و قابذا الي دار الخلود.

فبينا أنا في هذا الحال اذ رأيت مؤلفا منيفا جامعا لدرر الأخبار في أحوال الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم مادام الليل و النهار، و مشتملا علي شطر من رزايا ثالث الأئمة الطاهرين الامام المظلوم، و الشهيد المغموم صلوات الله عليهم أجمعين و هو المجلد الثاني من كتاب «الدمعة الساكبة»، فوجدت هذا الشطر


مصداق ما طواه البال، و تردد فيه في كل حين و حال.

و لكنه كان في النظم و الترتيب كعقد منفصم متناثر اللئالي، و بساط منشورة عليه الدراري، فنظمته بأحسن نظم و تأليف، و رصعته بأجمل ترصيع و ترصيف، و قنعت بواحد من الخبرين المتقاربي المفهوم و الدلالة، و طرحت ما لا يخل طرحه بالمقصود من المراثي و القصائد التي صدرت من أرباب السعادة، و أضفت جملة أخبار يسيرة و ما سنح لخاطري في بيان سر الشهادة.

ثم بدالي أن اوشح الكلمات بوشاح الحركات و السكنات، و أذكر بيانات في حواشي الصفحات، و أكشف عن وجوه خرائدها الأستار، و اترجمها بلسان الفرس تحت الأسطار، كي يصير نفعه أعم لكل من يريد المؤانسة لفوائده، و المنافسة في شرف عوائده.

فجاء بحمد الله تعالي و حسن توفيقه كبدر طالع من تحت السحاب، و مغنما جامعا من فرائده الفوائد للعجب العجاب، و سميته ب «ذريعة النجاة» سائلا من الله عزوجل أن يجعله وسيلة الي رفع الدرجات، و رتبته علي مقدمة و فصول و خاتمة.