بازگشت

الانباط


وكانت الانباط من العناصر التي سكنت الكوفة، وقد أثروا في الحياة العامة تاثيرا عقليا واجتماعيا، ويقول المؤرخون: إن الانباط ليسوا عنصرا خاصا من البشر وانما هم من العرب وكانوا يستخدمون اللغة الدارمية في كتابتهم، وكانوا يستوطنون بلاد العرب الصخرية وقد انتقلوا منها إلي العراق، واشتغلوا بالزراعة، وكانوا ينطقون بلغتهم الدارمية [1] .

وقد أثروا تاثيرا بالغا في حياة الكوفة يقول أبو عمرو بن العلاء لاهل الكوفة: " لكم حذلقة النبط، وصلفهم، ولنا زهاء الفرس واحلامهم " [2] ويروي الطبري أن رجلا من بني عبس أسر رجلا من أهل نهاوند اسمه دينار، وكان يواصل العبسي ويهدي إليه، وقد قدم


الكوفة في أيام معاوية فقام في الناس وقال لهم: " يا معشر أهل الكوفة أنتم أول من مررتم بنا كنتم خيار الناس، فعمرتم بذلك زمان عمر عثمان ثم تغيرتم، وفشت فيكم خصال أربع: بخل، وخب، وغدر، وضيق ولم يكن فيكم واحدة منهن فرافقتكم فاذا ذلك في مواليدكم، فعلمت من أين أتيتم " [3] .

ويري (دي بود) ان التغير الاجتماعي وتبدل الاخلاق في الكوفة قد نشاء في وقت مبكر أيام معاوية بن أبي سفيان [4] ومن الطبيعي ان للانباط ضلعا كبيرا في هذا التغيير.


پاورقي

[1] الحضارة الاسلامية (ص 97).

[2] البيان والتبيين 2 / 106.

[3] تاريخ الطبري.

[4] تاريخ الفلسفة في الاسلام (ص 15 - 18).