بازگشت

الروح القبلية


وسادت في قبائل المجتمع العربي في الكوفة الروح القبلية فكانت كل قبيلة


تنزل في حي معين لها لا يشاركها فيها الا حلفاؤها، كما كان لكل قبيلة مسجدها الخاص، ومقبرتها الخاصة، ويري ماسنيون ان جبانات الكوفة هي احدي الصفات المميزة لطبوغرافيتها [1] كما سميت شوارعها وسككها بالقبائل التي كانت تقطن فيها [2] وغدت المدينة صورة تامة للحياة القبلية وبلغ الاحساس بالروح القبلية والتعصب لها الي درجة عالية، فكانت القبائل تتنافس فيما بينها علي احراز النصر كما حدث في واقعة الجمل. ومن هنا غلب علي الحياة فيها طابع الحياة الجاهلية [3] ، ويحدثنا ابن أبي الحديد عن الروح القبلية السائدة في الكوفة بقوله: " ان أهل الكوفة في آخر عهد علي كانوا قبائل فكان الرجل يخرج من منازل قبيلته فيمر بمنازل قبيلة أخري، فينادي باسم قبيلته يا للنخع أو يا لكندة، فيتالب عليه فتيان القبيلة التي مر بها فينادون يا لتميم أو يا لربيعة، ويقبلون الي ذلك الصائح فيضربونه فيمضي إلي قبيلته فيسصرخها فتسل السيوف وتثور الفتنة " [4] .

لقد كانت الروح القبلية هي العنصر البارز في حياة المجتمع الكوفي وقد استغل ابن سمية هذه الظاهرة في القاء القبض علي حجر واخماد ثورته فضرب بعض الاسر ببعض، وكذلك استغل هذه الظاهرة ابنه للقضاء علي حركة مسلم وهانئ، وعبد الله بن عفيف الازدي.



پاورقي

[1] خطط الکوفة (ص 18).

[2] خطط الکوفة (ص 18).

[3] التطور والتجديد في الشعر الاموي (ص 80 - 81).

[4] شرح النهج 3 / 239.