بازگشت

التاثر بالدعايات


وظاهرة أخري من ظواهر المجتمع الكوفي وهي سرعة التاثر بالدعايات من دون فحص ووقوف علي واقعها، وقد استغل هذه الظاهرة الامويون ايام " مسكن " فاشاعوا في أوساط الجيش العراقي ان الحسن صالح معاوية وحينما سمعوا بذلك ماجوا في الفتنة وارتطموا في الاختلاف، فعمدوا الي امتعة الامام فنهبوها، كما اعتدوا عليه فطعنوه في فخذه ولما اذاعت عصابة ابن زياد بين جيوش مسلم أنه جيش أهل الشام قد أقبل إليكم فلا تجعلوا أنفسكم عرضة للنقمة والعذاب، فلما سمعوا ذلك انهارت اعصابهم، وولوا منهزمين، وأمسي ابن عقيل وحده ليس معه انسان يدله علي الطريق. هذه بعض مظاهر الحياة الاجتماعية في الكوفة، وهي تكشف عن ضحالة ذلك المجتمع، وانهياره أمام الاحداث، فلم تكن له ارادة صلبة ولا وعي اجتماعي أصيل وقد جروا لهم بذلك الويل، فدمروا قضاياهم المصيرية وتنكروا لجميع حقوقهم، وفتحوا المجال للطاغية ابن مرجانه أن يتحكم فيهم ويصب عليهم وابلا من العذاب الاليم.