بازگشت

مساوئ الاخلاق


واتصفت الاكثرية الساحقة من أهل الكوفة بمساوئ الاخلاق. يقول فيهم عبد الله بن الحسن انهم: (نفج العلانية، خور السريرة. هوج الردة، جزع في اللقاء، تقدمهم السنتهم، ولا تشايعهم، وإن حوريتم خرتم، وان اجتمع الناس علي امام طعنتم، وإن جئتم الي مشاقة نكصتم " [1] ووصفهم المختار لعبد الله بن الزبير حينما ساله عنهم فقال: " لسلطانهم في العلانية أولياء وفي السر أعداء " وعلق ابن الزبير علي قول المختار فقال: " هذه صفة عبيد السوء اذا رؤوا اربابهم خدموهم واطاعوهم، فاذا غابوا عنهم شتموهم " [2] .

وهجاهم اعشي همدان بقوله:



وجبنا حشاه ربهم في قلوبهم

فما يقربون الناس الا تهددا



فلا صدق في قول ولا صبر عندهم

ولكن فخرا فيهم وتزيدا [3] .



ويقول فيهم أبو السرايا:



وما رست اقطار البلاد فلم أجد

لكم شبها فيما وطات من الارض



خلافا وجهلا وانتشار عزيمة

ووهنا وعجزا في الشدائد والخفض



لقد سبقت فيكم الي الحشر دعوة

فلا عنكم راض ولا فيكم مرضي [4] .




سابعد داري من قلي عن دياركم

فذوقوا اذا وليت عاقبة البغض [5] .



وحلل الدكتور يوسف خليف هذه الابيات بقوله: " وأبو السرابا في هذه الابيات يردد تلك الفكرة القديمة التي عرفت عن أهل الكوفة من انهم أهل شقاق ونفاق ومساوئ أخلاق، فيصفهم بالشقاق والجهل وتفرق العزيمة والضعف والعجز، ويري أن هذه صفاتهم التي تلازمهم دائما في الحرب والسلم، وهي صفات لم تجعل أحدا من زعمائهم أو أئمتهم يرضي عنهم، وهم منفردون بها من بين سائر البشر في جميع اقطار الارض التي وطاتها قدماه، ثم يعلن في النهاية ببغضه لهم واعتزامه البعد عنهم ليذوقوا من بعده سوء العاقبة وسوء المصير " [6] .

ووصفهم ابو بكر الهذلي بقوله: " ان اهل الكوفة قطعوا الرحم ووصلوا المثانة، كتبوا إلي الحسين بن علي انا معك مائة الف، وغروه حتي إذا جاء خرجوا إليه وقتلوه وأهل بيته صغيرهم وكبيرهم، ثم ذهبوا يطبون دمه، فهل سمع السامعون بمثل هذا؟ " [7] .


پاورقي

[1] الطبري 2 / 3 / 1681.

[2] الطبري 2 / 3 / 1681.

[3] الطبري 2 / 2 / 1114.

[4] يشير إلي دعوة الامام الشهيد الحسين (ع) علي أهل الکوفة



يوم عاشوراء بقوله " ولا يرضي الولاة عنکم أبدا ".

[5] مقاتل للطالبيين (ص ص 544 - 546).

[6] حياة الشعر في الکوفة (ص 445).

[7] مختصر البلدان (ص 173).