بازگشت

الانهزامية


والظاهرة الغريبة التي عرف بها المجتمع الكوفي هي الانهزامية، وعدم الصمود أمام الاحداث فاذا جد الجد ولوا منهزمين علي أعقابهم فقد أجمعوا في حماس علي مبايعة مسلم ونصرته، ولما اعلن الثورة علي ابن مرجانة انفضوا من حوله حتي لم يبق معه انسان يدله علي الطريق وقد وقفوا مثل هذا الموقف من زيد بن علي، فقد تركوه وحده يصارع جيوش الامويين، وراح يقول: " فعلوها حسينية " وبايعوا عبد الله بن معاوية فقالوا له: " ادع الي نفسك فبنو هاشم أولي بالامر من بني مروان " [1] .

واخرجوه حيث كان مقيما، وأدخلوه القصر فبايعوه، ولما زحف لقتاله والي الامويين عبد الله بن عمر فروا منهزمين ونظر عبد الله بن معاوية فاذا الارض بيضاء من أصحابه فقد غدر به قائد قواته لانه كان علي اتفاق مع والي الامويين فانهزم وانهزم معه الجيش [2] وكان عيسي بن زيد يقول فيهم " لا اعرف موضع ثقة يفي ببيعته، ويثبت عند اللقاء " [3] .



پاورقي

[1] الطبري 2 / 3 / 11880.

[2] الطبري 2 / 3 / 11880.

[3] مقاتل الطالبيين (ص 418).