بازگشت

جواب يزيد


ولما انتهب الرؤوس الي دمشق سر يزيد بذلك سرورا بالغا، وكتب لابن مرجانة جوابا عن رسالته شكره فيها، وهذا نصه: " أما بعد: فانك لم تعد اذ كنت كما أحب، عملت عمل الحازم وصلت صولة الشجاع الرابض، فقد كفيت، وصدقت ظني. ورايي فيك وقد دعوت رسوليك فسالتهما عن الذين ذكرت، فقد وجدتهما في رايهما وعقلهما وفهمهما وفضلهما، ومذهبهما كما ذكرت، وقد أمرت لكل واحد منهما بعشرة آلاف درهم، وسرحتهما اليك فاستوص بهما خيرا. وقد بلغني ان الحسين بن علي قد عزم علي المسير الي العراق، فضع المراصد والمناظر، واحترس، واحبس علي الظن. واكتب إلي في كل


يوم بما تجدد لك من خير أو شر والسلام " [1] .

وحفلت هذه الرسالة بالتقدير البالغ لابن زياد، واضفت عليه صفة الحازم اليقظ، وانه قد حقق ظن يزيد فيه أنه أهل للقيام بمثل هذه الاعمال الخطيرة.. وقد عرفه يزيد بعزم الامام الحسين علي التوجه إلي العراق، وأوصاه باتخاذ التدابير التالية: 1 - وضع المراصد والحرس علي جميع الطرق والمواصلات. 2- التحرس في أعماله، وأن يكون حذرا يقظا. 3 - اخذ الناس بسياسة البطش والارهاب.


4 - أن يكون علي اتصال دائم مع يزيد، ويكتب له بجميع ما يحدث في القطر وطبق ابن مرجانة جميع ما عهده إليه سيده ونفذ ما يلي:


پاورقي

[1] الفتوح 5 / 109، انساب الاشراف ق 1 ج 1، ولم يعرض المؤرخون إلي شؤون هذه الرؤوس الکريمة فهل دفنت في دمشق أوفي مکان آخر فقد أهملوا ذلک إلا أنه جاء في مراة الزمان (ص 59) فيما يخص راس هانئ ما نصه: انه في هذه السنة: أي سنة 302 ه) ورد الخبر إلي بغداد انه وجد بخراسان بالقصر ازجا فيه الف راس في برج في اذن کل واحد خيط من ابريسم فيه رقعة فيها اسم صاحبه، وکان من جملتها راس هانئ بن عروة، وحاتم بن حنة، وطلق بن معاذ وغيرهم، وتاريخهم - أي تاريخ وضعهم في ذلک الازج - سنة سبعين من الهجرة، ونقل الزرکلي في هامش اعلامه 9 / 51 عن صلة تاريخ الطبري ص 62 من حوادث سنة 304 ه انه ورد الي بغداد کتاب من خراسان يذکر فيه انه وجد بالقندهار في ابراج سورها برج متصل بها فيه خمسة آلاف راس في سلال من حشيش، ومن هذه الرؤوس تسعة وعشرون راسا في اذن کل راس منها رقعة مشدودة بخيط ابريسم باسم رج منهم، وعد منهم هانئ ابن عروة، وقال: انهم قد وجدوا علي حالهم الا انه قد جفت جلودهم والشعر عليها بحالته لم يتغير.