بازگشت

وصية مسلم


ونظر مسلم في مجلس ابن زياد فراي عمر بن سعد فاحب أن يعهد إليه بوصيته فقال له: " لا أري في المجلس قرشيا غيرك [1] ولي إليك حاجة وهي سر... " [2] .

واستشاط ابن زياد غضبا حيث نفاه مسلم من قريش، وابطل استلحاقه ببني أمية فقد أبطل ذلك النسب اللصيق الذي ثبت بشهادة ابي مريم الخمار ولم يستطع أن يقول ابن زياد شيئا. وامتنع ابن سعد من الاستجابة لمسلم أرضاه لعواطف سيده ابن مرجانة، وكسبا لمودته، وقد لمس ابن زياد خوره وخنوعه فاسرها في نفسه


وراي انه خليق بان يرشحه لقيادة قواته المسلحة التي يزج بها لحرب ريحانة رسول الله (ص). وأمر ابن زياد عمر بن سعد بان يقوم مع مسلم ليعهد إليه بوصيته، وقام ابن سعد معه فاوصاه مسلم بما يلي: 1 - ان عليه دينا بالكوفة يبلغ سبعمائة درهم، فيبع سيفه ودرعه ليوفيها عنه [3] وقد دل ذلك علي شدة احتياطه وتحرجه في دينه، كما اوصي أن يعطي لطوعة ما يفضل من وفاء دينه. 2 - أن يستوهب جئته من ابن زياد فيواربها [4] وذلك لعلمه بخبث الامويين، وانهم لا يتركون المثلة. 3 - ان يكتب للحسين بخبره [5] فقد شغله أمره لانه كتب إليه بالقدوم إلي الكوفة وأقبل ابن سعد يلهث علي ابن زياد فقال له: " أتدري أيها الامير ما قال لي؟ انه قال كذا وكذا " [6] .

وانكر عليه ابن زياد ابداءه السر فقال: " لا يخونك الامين، ولكن قد يؤتمن الخائن، أما ما له فهو لك تصنع به ما شئت، وأما الحسين فان لم يردنا لم نرده، وإن أرادنا لم تكف عنه، وأما جثته فانا لن نشفعك فيها " [7] .


لقد ترك الطاغية شفاعة ابن سعد في جئة مسلم فقد عزم علي التمثيل بها للتشفي منه، وليتخذ من ذلك وسيلة لارهاب الناس وخوفهم.


پاورقي

[1] جواهر المطالب في مناقب الامام علي بن أبي طالب (ص 134).

[2] تاريخ ابن الاثير 3 / 274، الارشاد (ص 239).

[3] تاريخ ابن الاثير 3 / 274، وفي الطبري 6 / 212 ان علي ستمائة درهم، وفي الاخبار الطوال (ص 241) ان علي الف درهم.

[4] تاريخ الطبري 6 / 212.

[5] الارشاد (ص 239).

[6] تاريخ ابن الاثير 3 / 274.

[7] وفي الارشاد (ص 239) امام جثته فانا لا نبالي اذا قتلناه ما صنع بها.