بازگشت

مع عبيدالله السملي


ولم يفكر مسلم في تلك الساعة الحرجة بما سيعانيه من القتل والتنكيل علي يد الطاغية ابن مرجانة، وانما شغل فكره ما كتبه للامام الحسين بالقدوم الي هذا المصر، فقد أيقن أنه سيلافي نفس المصير الذي لاقاه،فدمعت عيناه، وظن عبيد الله بن العباس السلمي أنه يبكي لما صار إليه، من الاسر، فانكر عليه ذلك وقال له: " ان من يطلب مثل الذي تطلب، إذا نزل به مثل الذي نزل بك لم يبك.. ". فرد عليه مسلم ما توهمه فيه قائلا:


" إني والله ما لنفسي بكيت، ولا لها من القتل ارثي، وإن كنت لم أحب لها طرفة عين تلقها، ولكن أبكي لاهلي المقبلين.. أبكي لحسين.. " [1] .

وازدحمت الشوارع والازقة بالجماهير الحاشدة لتنظر ما يؤل إليه أمر القائد العظيم وما سبلاقيه من الامويين، ولم يستطع أحد منهم أن ينبس ببنة شفة حذرا من السلطة العاتية.


پاورقي

[1] الارشاد (ص 238).