بازگشت

اسره


وبعد ما أثخن مسلم بالجراح، واعياه نزيف الدم، انهارت قواه، وضعف عن المقاومة فوقع أسيرا بايدي اولئك الاوغاد، فتسابقوا الي ابن زياد يحملون له البشري باسرهم للقائد العظيم الذي جاء ليحررهم من الذل والعبودية، وقد طار الطاغية فرحا، فقد ظفر بخصمه، وتم له القضاء علي الثورة... أما كيفية أسرة فقد اختلفت فيها أقوال المؤرخين، وهذه بعضها: 1 - ما ذكره ابن اعثم الكوفي أن مسلما وقف ليستريح مما ألم. به من الجروح، فطعنه من خلفه رجل من أهل الكوفة طعنة غادرة فسقط إلي الارض فاسرعوا الي أسره [1] .

2 - ما ذكره الشيخ المفيد ان مسلما لما اثخن بالحجارة وعجز من القتال اسند ظهره الي جنب دار فقال له ابن الاشعث: لك الامان:


فقال مسلم: أأمن؟ قال: نعم، فقال للقوم الذين معه: إلي الامان؟ قالوا نعم: إلا عبيد الله بن العباس السلمي فانه قال: لا ناقة لي في هذا ولا جمل، وتنحي، فقال مسلم، أما لو لم تؤمنوني ما وضعت يدي في أيديكم، وأتي ببغلة فحمل عليها فاجتمعوا حوله، وانتزعوا سيفه فكانه عند ذلك أيتس، فقال: هذا أول الغدر [2] .

3 - ما ذكره ابو مخنف انهم عملوا له حقيرة وستروها بالتراب، ثم انكشفوا بين يديه، فحمل عليهم فانكشفوا بين يديه، فلما انتهي إليها سقط فيها فازدحموا عليه وأسروه [3] وهذا القول لم يذهب إليه غير أبي مخنف.


پاورقي

[1] الفتوح 5 / 59.

[2] الارشاد (ص 238) تاريخ ابن الاثير 3 / 273.

[3] مقتل أبي مخنف مخطوط بمکتبة السيد محمود سعيد ثابت في کربلا، وذکر ذلک الطريحي في المنتخب (ص 299).