بازگشت

الافشاء بمسلم


وطالت تلك الليلة علي بلال ابن السيدة الكريمة طوعة التي آوت مسلما، فقد ظل يترقب بفارغ الصبر طلوع الصبح ليخبر السلطة بمقام مسلم عندهم، ولم يرقد تلك الليلة من الفرح والسرور، فقد تمت - فيما يحسب - بوارق آماله واحلامه، ولما طلع الصبح بادر الي القصر بحالة تلفت النظر إليها من الدهشة، فقصد عبد الرحمن بن محمد بن الاشعث، وهو من الاسرة الخبيثة التي لا عهد لها بالشرف والمروءة فساره، واعلمه بمكان مسلم عنده، فامره عبد الرحمن بالسكوت لئلا يسمع غيره فيبادر باخبار ابن زياد فينال الجائزة منه، واسرع عبد الرحمن الي أبيه محمد بن الاشعث، فاخبره بالامر، وفطن ابن زياد الي خطورة الامر فبادر يسال ابن الاشعث قائلا: - ما قال لك: عبد الرحمن؟ - أصلح الله الامير البشارة العظمي!! - ما ذاك؟ مثلك من بشر بخير. - ان ابني هذا يخبرني أن مسلما بن عقيل في دار طوعة. وسر ابن زياد: ولم يملك أهابه من الفرح، فانبري يمني ابن الاشعث بالمال والجاه قائلا:


" قم فاتني به، ولك ما أردت من الجائزة والحظ الاوفي ". لقد تمكن ابن مرجانة من الظفر بسليل هاشم ليجعله قربانا الي امويته اللصيقة التي نحر في سبيلها هو وابوه جميع القيم الانسانية، واستباحا كل ما حرمه الله من اثم وفساد.