بازگشت

اوبئة الفزع و الخوف


وسرت أوبئة الخوف والفزع في نفوس الكوفيين، وانهارت اعصابهم وكان الموت قد خيم عليهم، فجعل بعضهم يقول لبعض: " ما نصنع بتعجيل الفتنة، وغدا تاتينا جموع أهل الشام، ينبغي لنا أن نقيم في منازلنا، وندع هؤلاء القوم حتي يصلح الله ذات بينهم " [1] .

وكانت المراة تاتي ابنها او أخاها أو زوجها، وهي مصفرة الوجه من الخوف فتتوسل إليه قاثلة: " الناس يكفونك " [2] .

وكان الرجل ياتي الي ولده وأخيه فيملا قلبه رعبا وخوفا، وقد نجح ابن زياد في ذلك إلي حد بعيد فقد تغلب علي الاحداث، وسيطر علي الموقف سيطرة تامة وقد خلع الكوفيون ما كانوا يرتدونه من ثياب


التمرد علي بني أمية ولبسوا ثياب الذل والعبودية من جراء ذلك الارهاب الهائل والقسوة في الحكم فكانت الدماء تنرقرق بين العمائم واللحي.


پاورقي

[1] الفتوح 5 / 87.

[2] تاريخ أبي الفداء 1 / 300، تاريخ ابن الاثير 3 / 272.