بازگشت

حرب الاعصاب


واوعز الطاغية الي جماعة من وجوه اهل الكوفة ان يبادروا ببث الذعر ونشر الخوف بين الناس، وقد انتدب للقيام بهذه المهمة الذوات التالية: 1 - كثير بين شهاب الحارثي


2 - القعقاع بن شور الذهلي 3 - شبث بن ربعي التميمي 4 - حجار بن ابجر 5 - شمر بن ذي الجوشن الضبابي [1] .

وانطلق هؤلاء الي صفوف جيش مسلم فاخذوا يشيعون الخوف، ويبثون الاراجيف فيهم ويظهرون لهم الاخلاص والولاء خوفا عليهم عن جيوش أهل الشام فكان ما قاله كثير بن شهاب: " أيها الناس: الحقوا باهاليكم، ولا تعجلوا الشر، ولا تعرضوا انفسكم للقتل، فان هذه جنود امير المؤمنين - يعني يزيد - قد اقبلت، وقد اعطي الله الامير - يعني ابن زياد - العهد لئن اقمتم علي حربه، ولم تنصرفوا من عشيتكم أن رم ذريتكم العطاء، ويفرق مقاتلكم في مغازي أهل الشام من غير طمع، وأن ياخذ البرئ بالسقيم، والشاهد بالغائب، حتي لا تبقي فيكم بقية من أهل المعصية إلا ذاقها وبال ما جرت أيديها " [2] .

وكان هذا التهديد كالصاعقة علي رؤوس أهل الكوفة فقد كان يحمل الوانا قاسية من الارهاب وهي: أ - التهديد بجيوش اهل الشام، فقد زحفت إليهم، وهي ستشيع فيهم القتل والتنكيل إن بقوا مصرين علي المعصية والعناد. ب - حرمانهم من العطاء: وقد كانت الكوفة حامية عسكرية تتلقي جميع مواردهم الاقتصادية من الدولة. ج - تجميرهم في مغازي اهل الشام، وزجهم في ساحات الحروب


د - انهم إذا اصروا علي التمرد فان ابن زياد سيعلن الاحكام العرفية ويسوسهم بسياسة أبيه التي تحمل شارات الموت والدمار حني يقضي علي جميع الوان الشغب والعصيان. وقام بقية عملاء السلطة بنشر الارهاب واذاعة الذعر، وكان من جملة ما اذاعوه بين الناس. " يا اهل الكوفة: اتقوا الله، ولا تستعجلوا الفتنة، ولا تشقوا عصا هذه الامة، ولا توردوا علي انفسكم خيول الشام، فقد ذقتموها، وجربتم شوكتها.. ".


پاورقي

[1] تاريخ ابن الاثير 3 / 272.

[2] تاريخ الطبري 6 / 208.