بازگشت

رشوة الزعماء و الوجوه


ووقف ابن زياد علي نبض الكوفة، وعرف كيف يستدرج أهلها فبادر إلي ارشاء الوجوه والزعماء فبذل لهم المال بسخاء فاستمال ودهم، واستولي علي قلوبهم فصارت السنتهم تكيل له المدح والثناء، وكانوا ساعده القوي في تشتيت شمل الناس وتفريق جموعهم عن مسلم. لقبد استعبدهم ابن مرجانة بما بذله من الامول فاخلصوا له ومنحوه النصيحة وخانوا بعهودهم ومواثيقهم التي أعطوها لمسلم، وقد أخبر بعض أهل الكوفة الامام عن هذه الظاهرة حينما التقي به في أثناء الطريق فقال له: " أما اشراف الناس فقد عظمت رشوتهم، وملئت غرائرهم، يستمال ودهم، ويستخلص به نصيحتهم، وأما سائر الناس فان أفئدتهم تهوي إليك، وسيوفهم غدا مشهورة عليك " [1] .

لقد تناسي الكوفيون كتبهم التي أرسلوها للامام وبيعتهم له علي يد سفيره من أجل الامول التي أغدقتها عليه السلطة، يقول بعض الكتاب: " ان الجماعات التي أقامها النكير علي بني أمية، وراسلت الحسين واكدت له اخلاصها، وذرقت أمام مسلم أعز دموعها هي الجماعات التي ابتاعها عبيد الله بن زياد بالدرهم والدينار، وقد ابتاعها فيما بعد مصعب


ابن الزبير فتخلوا عن المختار، وتركوه وحيدا يلقي حتفه ثم اشتراها الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان فتخلوا عن مصعب، وتركوه يلقي مصيره علي يد عبد الملك بن مروان " [2] .


پاورقي

[1] تاريخ الطبري 6 / 233.

[2] المختار الثقفي مراة العصر الاموي (ص 69 - 70).