بازگشت

في قصر الامارة


وأسرع الخبيث نحو قصر الامارة [1] وقد علاه الفزع. وساءه كاشد ما يكون الاستياء من تباشير الناس وفرحهم بقدوم الامام الحسين،


ولما انتهي إلي باب القصر وجده مغلقا، والنعمان بن بشير مشرف من اعلا القصر، وكان قد توهم أن القادم هو الحسين لان اصوات الناس قد تعالت بالترحيب به والهتاف بحياته، فانبري يخاطبه. " ما أنا بمؤد إليك امانتي يا بن رسول الله، ومالي في قتالك من ارب.. ". ولمس ابن مرجانة في كلام النعمان الضعف والانهيار فصاح به بنبرات تقطر غيظا. " افتح لا فتحت فقد طال ليلك ". ولما تكلم عرفه بعض من كان خلفه فصاح بالناس: " انه ابن مرجانة ورب الكعبة " ومن الغريب أن ذلك المجتمع لم يميز بين الامام الحسين وبين ابن مرجانة، مع أن كلا منهما قد عاش فترة في ديارهم، ولعل الذي أوقعهم في ذلك تغيير ابن زياد لبزته، ولبسه للعمامة السوداء. وعلي أي حال فان الناس حينما علموا انه ابن زياد جفلوا وخفوا مسرعين إلي دورهم، وهم يتحدثون عما عانوه من الظلم والجور أيام أبيه وقد أوجسوا من عبيد الله الشر.. وبادر ابن زياد في ليلته فاستولي علي المال والسلاح، وانفق ليله ساهرا قد جمع حوله عملاء الحكم الاموي فاخذوا يحدثونه عن الثورة ويعرفونه باعضائها البارزين، ويضعون معه المخططات للقضاء عليها.



پاورقي

[1] قصر الامارة: هو أقدم بناية حکومية شيدت في الاسلام بناها سعد بن أبي وقاص، وقد اندثرت معالمه، کما اندثرت جميع معالم الکوفة ما عدا الجامع، وقد اهتمت مديرية الاثار العامة في العراق بالتعرف عليه، فکشفت في مواسم مختلفة اسسه، وقد اظهرت نتائج الحفائر التي اجريت عليه انه يتالف من سور خارجي يضم أربعة جدران تقريبا طولها 170 مترا ومعدل سمکها 4 امتار وتدعم کل ضلع من الخارج ستة ابراج نصف دائرية باستثناء الضلع الشمالي، حيث يدعمها برجان فقط، والمسافة ما بين کل برج وآخر 24 و 60 سنتمتر، وارتفاع هذا السور بابراجه يصل الي ما يقرب من عشرين مترا، وقد بني القصر بناء محکما، وصممت هندسته علي غاية حربية ليکون في حماية آمنة من کل غزو خارجي جاء ذلک في تخطيط مدينة الکوفة للدکتور کاظم الجنابي (ص 135 - 155) وقد وقفت عليه غير مرة، وتطلعت الي کثير من معالمه، ففي بعض ابوابه الرئيسية مظلات لحراس القصر قد ردمت ولم يبق منها إلا بعض معالمها، وفي جانب منه بعض الغرف التي اعدت للسجن، وقد صممت بشکل غريب، وفي جانب منه مطابخ القصر ولم يشر الاستاذ الجنابي اليها وقد احکم بناء القصر حتي کان من المتعذر اقتحامه والاستيلاء عليه.